قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ من العلامات العامّة لظهور الإمام المهديّ «عج»: ازدحامُ الفِتنِ والمِحن والابتلاءات، واشتداد الخِلافاتِ والصِّراعات، وضراوةُ القَتلِ والفَتكِ والعُنفِ والإرهاب، والحروب المُدمِّرة، وانهيارُ القِيمِ والمُثُلِ وموتُ الضَّمير، لافتًا إلى أنّ الرِّوايات والأحاديث تؤكِّد أنَّ ظهوره «عج» يكون حينما تمتلئ الأرض ظُلمًا وجورًا وطُغيانًا وفسادًا وانحرافًا وزَيغًا وضلالًا.
ورأى سماحته في حديث الجمعة (647)، تحت عنوان: «العلامات العامّة للظهور»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 24 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2024، أنّ الحديث عن هذا العصر المشحون بالأزمات والمِحَن، والقتل، والفساد، والطَّيش، والإرهاب ليس مِن أجلِ إنتاج اليأس في النُّفوس والرُّعب، والضَّعف، وإنَّما هو القراءة للواقع، ومِن أجلِ تحديد المسؤوليَّات.
وأكّد أنّ ما يصنعه الصَّهاينة في هذا العصر يُمثِّل أسوأ عناوين العُنف والبطش، فإذا كان قتلُ النِّساء، وذبحُ الأطفالِ، وتدميرُ كلِّ ما على الأرض لا يُسمَّى عُنفًا وبَطشًا، فما معنى العُنفِ والبطش؟ مشدّدًا على ضرورة أن تتآزر الأمّة وكلُّ القُوى من أنظمةِ وشعوب مِن أجلِ صناعةِ المحبَّةِ، والخير، وصناعةِ الأمنِ والسَّلام، وصناعة التَّآلفِ والوِئام، متسائلًا: «إذا لم تُوحِّدنا صرخاتُ الأطفال والنِّساء، إذا لم تُوحِّدنا دماءُ الضَّحايا، إذا لم يُوحِّدنا هتكُ الأعراض، إذا لم يُوحِّدنا تدميرُ المساجد ودُور العبادة، إذا لم يُوحِّدنا الفَتكُ بالمرضى والمستشفيات، فما الذي يُوحِّدُنا»؟
ونوّه السيّد الغريفي إلى أنّ أعداء الأُمَّة والشعوب والإسلام قد تكالبوا على المسلمين، وثمّة من رفع الشِّعارات الكبيرة حول الدِّين والسِّياسةِ والثَّقافة والإعلام، ولكن حينَ الامتحان تسقط هذه الشِّعاراتُ وتنهزم، ولا سيّما أنّ هناك مَنْ يُتاجر بالشِّعارات مِن أجلِ الشُّهرة، مِن أجلِ العناوين، هذه المُتاجَرة تضرُّ بالأوطانِ، وتضرُّ بالشُّعوب، وتضرُّ بالأنظمة، مردفًا «ما أحوج أُمَّتنا في هذه الظُّروف المعقَّدة، وهذه الأزمنة المأزومة إلى الوعي، الصِّدق، الأمانة، الثَّبات، الإخلاص».
وتابع سماحته «في هذا الزَّمانِ الذي استضرَتْ قُوى الشَّرِّ، لتقتل فينا كمسْلمين عزيمةَ الإيمانِ، وعزيمة الثَّبات، وعزيمة التَّحدِّي، لتُمزِّق وحدتَنا، وعُنفوانَنا، وإرادَتنا، فكم هي أُمَّتنا في هذا العصر المأزوم بحاجةٍ إلى مستوياتٍ عاليةٍ مِن هذه الوحدةِ، وهذه الإرادةِ، وهذا العُنفوانِ، أعداءُ أُمَّتنا لا يريدون لنا أنْ نتوحَّد، أنْ نملك الإرادة، أنْ نملك العُنفوان، حتى نبقى أدوات بيد القُوى العابثة»، وهكذا زرعوا في قلب الأوطان والقدس وفلسطين هذا الكيان المُرعِب، الذي هجَّر مَنْ هجَّر، وقَتل مَنْ قَتل، ودمَّر ما دمَّر، ولا زال يُرعِب، ويُهجِّر، ويقتل، ويُدمِّر.