ارتقى البطل المناضل «علي قمبر» إلى مقام الشهادة وهو يقف في ميدان الكرامة والشرف دفاعًا عن قضايا شعبه. ترك خلفه سيرة طويلة من الكفاح والصمود أمام بطش سلطات آل خليفة، حيث كانت معاناته في المعتقلات دليلًا على صلابة إرادته وعزيمته التي لا تنكسر.
لم ينقش الشهيد، ابن بلدة النويدرات، اسمه فحسب في تاريخ مشرق ضمن قافلة شهداء ثورة الرابع عشر من فبراير/ شباط، بل أصبح رمزًا يشعّ بضياء العزم والتفاني في سبيل الحريّة والعدالة.
تحمّل «علي قمبر» الألم والشدائد بصبر عظيم، مؤمنًا بأنّ تضحياته هي لبنات أساس في تحقيق الحريّة للشعب البحرانيّ. وعلى الرغم من حرمانه حقّه الأساسيّ في تلقي العلاج اللازم، ومعاناته من مرض سببه التعذيب الوحشي والإهمال المتعمّد، بقي صامدًا، متمسّكًا بمبادئه وقيم الثورة حتى آخر أنفاسه، مجدّدًا العهد على مواصلة المسيرة حتى تتحقّق آمال النصر والتحرّر.
يوم الإثنين 25 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2021، خسرت البحرين مقاومًا شريفًا حين ارتقى شهيدًا، لكنّ روح «علي» ظلّت توقد ثورة الأحرار في معركة الكرامة ضدّ المحتلّين وطغيانهم؛ منذ اعتقاله في 2 سبتمبر/ أيلول 2014 ضمن حملة اعتقالات واسعة النطاق، ومحاكمته بتهمٍ مفبركة ليحكَم عليه ظلمًا بالسجن37 عامًا وسلب جنسيته، ليدفع بذلك ثمنًا باهظًا لثباته على الحقّ.
تدهورت حالته الصحيّة تحت وطأة القهر حتى أُفرج عنه في 3 يوليو/ تموز 2018، وهو في حالة حرجة بعد أن استفحل بجسده المرض، ليغادر إلى تركيا بحثًا عن علاج كان قد تأخر كثيرًا، وهناك في الغربة، واصل معركته مع المرض، حتى استشهد، متمسّكًا بعقيدته ومبادئه.
«علي قمبر» الشهيد الحيّ بيننا، روحه تسري في نبض ثورة البحرين، لتبقى رايتها مرفوعة، حتى تتحرّر كافة زنازين الوطن من أسر الطغاة.