1- إننّا على ثقةٍ بأنّ شعبنا الوفيّ في البحرين لن ينثني عن مواصلةِ الالتزام الدّينيّ والأخلاقيّ والجهاديّ تجاه المقاومة في غزّة ولبنان، وسيظلّ صامدًا على هذا الموقف المشرّف، بل إنّ الإرهاب الخليفيّ لن يزيده إلّا صلابة ووضوحًا أكثر في هذا الموقف، وقد برهنَ شعبُ ثورة ١٤ فبراير المثقلُ بالجراح والآهات والمظلوميّة أنّه أقوى من إرهاب آل خليفة وأعوانهم، ولم تفلح آلة القمع والقتل في إجبارِه على التراجع ورفْع الراية البيضاء، رغم التآمر الأمريكيّ والبريطانيّ الذي عاناه حتّى اليوم. وها هو شعبنا يواصل تصدُّر واحدةً من أوسع وأطول جبهات الإسناد الشّعبيّة للمقاومة، مجسّدًا أروعَ فصولِ التّلاحم الشّعبيّ والوطنيّ في دعْم غزّة ولبنان، ورفْض التّطبيع والسّفارة الصّهيونيّة في المنامة. إنّ التاريخَ سيُسجّل لشعبنا وعلمائه الأخيار وشبابه الثّوّار وقواه الأهليّة والوطنيّة، بأنهم لم يتردّدوا في نصرة «طوفان الأقصى» وجبهات المقاومة والإسناد في لبنان واليمن والعراق ولن يتردّدوا، وقد شكّلوا العنوانَ النقي لتاريخ البحرين وحاضرها في نصرةِ المظلومين وإعلان كلمة الحقّ وخيار المقاومة رغم إرهاب الخليفيّين وتهديداتهم بالاعتقالِ والملاحقات الأمنيّة.
2- في سياقِ هذه المعركة المصيريّة لمحور المقاومة؛ نشدّد على أنّ المعارضة في البحرين تجْزِمُ أنّ الإجرام والإرهاب الذي يعانيه شعبنا وبلادنا تمّ ولا يزال بدعم مطلقٍ من الإدارة الأمريكيّة والحكومات الغربيّة الاستعماريّة وعلى رأسها بريطانيا، وعلى ضوء هذه الحقيقة فإنّنا ننظر إلى واشنطن ولندن والأنظمة الاستعمارية التّابعة لها، وبينهم كيان العدو الصّهيونيّ، على أنّها متورّطة في قمع ثورة البحرين وارتكاب القتل والتعذيب، كما تولّت هذه الأنظمة المتوحّشة التّغطية على ما اقترفه آل خليفة وآل سعود من انتهاكات بحقّ شعبنا والشّعوب المجاورة. وقد عمِدَ الخليفيّون إلى إخفاء الدّور الأمريكيّ والبريطانيّ تحت ستار معاهدات التّعاون والتنسيق الأمنيّ والعسكريّ، التي نعدّها معاهدات احتلالٍ وهيمنة كاملة، والتي توّجت مفاعيلها قبل سنوات عبر دمْج الكيان الخليفيّ في الفضاء الصهيونيّ وافتتاح مقرّ للموساد في العاصمة المنامة. بناء على ذلك؛ نجدّد رؤيتنا في المعارضة بأنّ إدارة البيت الأبيض هي شرّ مطلق على شعوبنا ومنطقتنا، وهي المسؤولة عمّا يجري من دمارٍ وفتن وحروبِ إبادة، وعليه ندعو كلّ القوى والفعاليّات إلى رفع شعار «أمريكا الشّيطان الأكبر» ليكون عنوانًا لكلّ الأحرار في العالم الحرّ لمواجهة الحرب الصّهيونيّة التي تقودها واشنطن وتهدّد بتوسيعها في كلّ مكان لولادةِ شرق أوسطٍ أمريكيّ جديد.
3- نشيد بالعمليّات البطوليّة والنوعيّة التي سطّرها أبناءُ شهيد الأمّة وقائدها العظيم «السّيد نصر الله»، الذين يخوضون ملاحم بطوليّة في جنوب لبنان على مسافة الصّفر على الحدود مع فلسطين المحتلّة، ويلاحقون بالنّار والصّواريخ والمسيّرات فرق العدو المهزومة في غزّة، وبين هذه البطولات كانت الملحمةُ العسكريّة الفذّة التي نفّذها مجاهدو المقاومة الإسلاميّة بنجاح باهر ضدّ معسكر صهيونيّ في جنوب حيفا يتبع للواء جولاني، والهجوم الصّاروخي الواسع الذي طال مئات المدن والقرى في عمق الكيان المحتلّ. إنّ هذه البطولات المظفّرة للمقاومة في لبنان وغزّة تزيد شعوبَ المنطقة والعالم يقينًا وافتخارًا بالمقاومة ومحورها الشّريف، وأنّ هذه المقاومة ستحقّق – بإذن الله تعالى وتسديده ونصره – أملَ الأمّةِ والمستضعفين في هزيمةِ المشروع الاستكباريّ الشرير الذي تقوده واشنطن، وهو ما يتطلّب من شعبنا في البحرين والمنطقة المضيّ بعزْمٍ وثبات لتطوير وسائل دعْم المقاومة إعلاميًّا وسياسيًّا وشعبيًّا، والتّصدّي الحازم للتغلغل الصّهيونيّ واتفاقيات التّطبيع والخيانة، مع العمل الجاد على توسيع نطاق التنسيق الفعّال بين جبهات الإسناد الشّعبيّة في منطقتنا العربيّة والعالميّة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2024م