في عبق تاريخ النضال وسرديّات الشجاعة، يبرز اسم «يوسف علي النشمي» كمعلم بارز في مسيرة البحث عن الحريّة والعدالة.
نشأ «الشهيد يوسف» في منطقة المصلّى، عاش حياته متحدّيًا سياج القهر، لم يكتفِ بأن يكون متفرّجًا على معركة الكرامة بل كان في قلب الحدث، حتى آخر رمق في حياته.
البطل الذي لم يخبُ ضوءه
ولد يوسف النشمي في بيئة مليئة بالتحدّيات، لكنّه لم يسمح لأيّ منها أن تحجب نور عزيمته. في عامه الواحد والثلاثين، ضحّى بحياته في معركة لم تكن فقط ضدّ آلة القمع والظلم، بل كانت كذلك في سبيل رسم طريق أمل للأجيال القادمة.
في مساء يوم تاريخيّ «17 أغسطس 2013»، اعتقل وتعرّض للتعذيب بعد مشاركته في تظاهرة سلميّة، ما فتح الباب أمام معاناته التي توّجت بشهادته في 11 أكتوبر/ تشرين الأوّل من العام نفسه.
رحلة نحو الأبديّة
ما حدث في تلك الليلة لم يكن نهاية القصة بل البداية؛ فبعد اعتقاله وتعرّضه لأبشع أنواع العذاب، تدهورت صحّته بشكل ملحوظ، ليُنقل على إثر ذلك إلى مستشفى السلمانيّة، حيث أُجبر يوسف على خوض معركة أخرى، لكن هذه المرّة ضدّ الموت الذي كان يحدق به. على الرغم من المحاولات اليائسة لإنقاذه، لفظ أنفاسه الأخيرة، مخلّفًا وراءه إرثًا من الشجاعة والأمل.
الومضة التي لا تنطفئ
الآن، ينبغي لنا أن نحتفي بذكرى «يوسف النشمي» كبداية لشرارة ضوء لن يخبو. إنّ مسؤوليّتنا تجاه الشهيد وأمثاله تتجاوز الذكرى، فهي توجب السعي الدؤوب لتحقيق العدالة وهزيمة الطغيان. إنّ دماء يوسف ورفاقه ليست مجرّد حبر في صفحات التاريخ، وإنّما هي وقود يُحرّك مسيرة الحريّة والعدالة.
في الختام، لا تقتصر قصّة «يوسف علي النشمي» على كونها ملحمة من ملاحم الصمود والتضحية، بل هي خارطة طريق لكلّ المناضلين الذين يطمحون لعالم تسوده الحريّة والعدالة والكرامة الإنسانيّة؛ فلتكن ذكراه نبراسًا يهدينا نحو فجر جديد.