مع حلول الذّكرى السنويّة الأولى لعمليّة «طوفان الأقصى»، يؤكّد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير موقف شعب البحرين المؤيّد لهذه العمليّة المباركة التي شكّلت انعطافة تاريخيّة في سياق صراع الأمّة من أجل تحرير القدس وفلسطين.
وفي هذا الإطار، نسجّل العناوين الآتية ضمن الموقف الأسبوعيّ:
1- إنّ العربدةَ الصّهيونيّة الأمريكيّة الجارية، والمحاطة بانهزام عربيّ رسميّ مخز؛ تكشفُ طبيعة المشروع الصّهيونيّ الأمريكيّ المتوحّش الذي يُفرض على الأمّةِ والشّعوب الحرّة من بوابةِ تغيير خارطة المنطقة وتصفية قيادات المقاومة وقواعدها وبُناها الشعبيّة، وصولًا إلى إعادة نشر الهيمنة الاستعماريّة ومحو كلّ قيم الأمّة وثقافتها في الحريّةِ والعدالة والتحرّر من القوى الاستكباريّة، والقبول بالاستسلام كما فعلت أنظمة التّطبيع بذلّ وعارٍ لن ينساه التاريخ. إنّ هذه الأحلام الشّيطانيّة ستواجهها شعوبُ المقاومة بكلّ شجاعةٍ وإيمانٍ بالنّصر الحاسم، ولن تسفر الجرائم في غزّة ولبنان اليمن وسوريا إلّا المزيد من البطولات التي يرى الغزاةُ بعضَ ملاحمها في جنوب لبنان وغزّة المحاصرة، كما أنّ شعوب المنطقة لن تتزحزح عن خيارها في دعم المقاومة ومناهضة المشروع الاستعماري الصّهيونيّ مهما أمعنت الأنظمةُ في التآمر والتّبعية والتّطبيع مع القتلة المجرمين.
2- تأسيسًا على ما تقدّم؛ فإنّ المشهد المحلّي في البحرين ينبّئ عن اندفاع الكيانِ الخليفيّ غير الشرعيّ في تنفيذ دوره الخبيث لخدمة المشروع الصّهيونيّ الأمريكيّ، استنادًا إلى التحاقه المعلن بهذا المشروع من خلال اتفاقيّات التّطبيع، وهو ما يُملي عليه إضعاف جبهة الإسناد الشعبيّة المؤيّدة للمقاومة، وبكلّ وسائل الترهيب والقمع، كما تبيّنَ الجمعة الماضية مع الهجوم والحصار العسكريّ على المصلّين في جامع الدّراز ومنع المواطنين من الخروج في تظاهرةِ تأبين شهيد الأمّة السّيد نصر الله (قدّه)، كما تكشفُ التّحرُّكاتُ والاجتماعاتُ الأخيرة في القطاع الأمنيّ والعسكريّ أنّ المسعى جارٍ لتوسيع مدى القمع والاستهداف الأمنيّ لبرامج الإسناد الشّعبيّ، وهو ما يدعو إلى مزيد من الحذر والثّبات من شعبنا وقواه الوطنيّة المناضلة، والمبادرة إلى بناء سياج وطنيّ جامع في مواجهةِ المخطط الخليفيّ المحتمل، ولا سيّما مع ارتفاع وتيرة التصعيد الإقليميّ وعدم تردّد الكيانات المطبّعة في تقديم الخدمات المطلوبة منها لتنفيذ هجمات عدوانيّة متوقّعة على دول المقاومة وشعوبها ومن بينها الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
3- إنّ العنجهيّة الخليفيّة في البحرين التي نشهدها هذه الأيام ليست مستغربةً وغير مفاجئة لنا، فهذا الكيانُ المجرم تأسّسَ على الغزو والإجرام والتّبعيّة للقوى الخارجيّة، ولم يكن في أيّ وقت من الأوقات ملتزمًا بقيم الدِّين والأخلاق ولا بالعادات العربيّة النّبيلة ولا بالقوانين الإنسانيّة، وسيرةُ هذا الكيان مع شعب البحرين الأصيل تُفصح عن تاريخ مظلم ودمويّ طويل، ولن يمحوه ما مارسه الخليفيّون من خداع ووعود كاذبة، حتى بات شعبنا ينظر إلى ما يواجهه على أنّها حرب مفتوحة تطالُ دينه ووجوده الأصيل، وأنّ المخطّط الذي يتعرّض له يرمي إلى استكمال مشروع الاستئصال الذي بدأه الخليفيّون فور احتلالهم البحرين قبل نحو قرنين ونصف، وهو ما يتعزّز أيضًا بالرّؤية التي تؤمن بها المعارضة الوطنيّة من أنّ الصّراع مع آل خليفة لن ينتهي إلّا بإعادة السّيادةِ للشّعب وإقامة دولةٍ دستوريّة تعبّر عن إرادة الشّعب.
4- في هذه المرحلة التاريخيّة من مصير الأمّة؛ نؤكّد أنّ شعبَ البحرين سيظلّ ثابتًا ومخلصًا وقابضًا على قيمه الدّينيّة ونضاله الوطنيّ والدّفاع عن مقدّسات الأمّة، ونشير بهذا الخصوص إلى الخطاب الأخير لوليّ أمر المسلمين سماحة السّيد القائد علي الخامنئي (دام ظلّه الشّريف)، الذي رسمَ طريقَ هذه المرحلة بالاستناد إلى الصّبر والبصيرة، والمقاومة والصّمود، وهي الثوابتُ التي تتجلّى لدى شعبنا في البحرين الذي لم ينقطع عن فعاليّات الدّعم للمقاومة والولاء لمدرسة شهيد الأمّة السيّد نصر الله ولن ينقطع، متحدّيًا التّرهيب الخليفيّ وانتشار مرتزقته في المناطق لقمع تظاهرات دعم غزّة ولبنان. نحن واثقون من أنّ شعبنا عصيّ على الإركاع والإخضاع، وهو صابرٌ وصامد على قيم ثورة ١٤ فبراير، ولن يتزحزح قيد أنملة عن الطّريق والمسيرة، وفي هذا السّياق ندعو القوى الحيّة إلى المزيد من بذل الجهود لرصّ الصّفوف وتوحيد جبهة الإسناد الشّعبيّة وإحباط ما يتربّص بشعبنا وحراكه الوطنيّ من مؤامرات سود.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير