ذكرى استشهاد البطل «محمد علي مشيمع» في زنازين الظلم والطغيان، ابن الـ23 ربيعًا، من منطقة الديه، مقدّمًا روحه فداءً لكرامة شعبه ولأجل موطنٍ يسكنه العدل والحريّة. تجلّت بطولته وصبره حين واجه وحشيّة الجلادين بصدرٍ رحب، رافضًا الاستكانة ومتمسّكًا بمبادئه حتى آخر نفس
مشيمع الذي نالت منه يد البطش في 2 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2012، لم يسقط شهيدًا فحسب بل كان رمزًا للتضحية والفداء. أُسكتت أنفاسه عنوة تحت وطأة التعذيب البشع والإهمال الطبيّ، تاركًا وصيةً بعدم المساومة على الحقوق أو التراجع عن المطالبة بالعدل.
في سجنه، تعرّض لأصناف الظلم: فُرض عليه الحرمان من العلاج رغم وضعه الصحي الحرج، وأصمّ الجلّادون آذانهم أمام صرخات المناداة بالإفراج عنه لتلقي العلاج الضروري خارج أسوار الظلم؛ وقف المحتلّون الظالمون وأدواتهم القضائيّة صفًا واحدًا، مُصرّين على إطفاء شمعة حياته باختلاق التهم ورفض البراهين.
استُشهد «مشيمع» بعد أن عُذِّب بوُجوه الانتقام الهمجي، ورُمي في سجون القهر والتنكيل ضمن مسرحيّة أمنيّة استهدفت الآلاف من رفاق دربه، هذا الشهيد حُرم من عمله، من تعليمه، ومن كلّ ما من شأنه أن يعطيه حياة كريمة، لمجرّد أنّه اختار الوقوف في وجه طغيان الجبابرة.
لن يذهب دم الشهيد مشيمع هدرًا، فقد أوقد فتيل المقاومة في قلوبنا، وسنستمر في مشواره، متحدين الاستبداد ومردّدين صدى كلماته حتى يتحقّق العدل الذي قاتل من أجله. ستظلّ ذكراه وارفة الظلال في سماء الحريّة، وسيذكر الشعب أنّه كان من السبّاقين في موكب الشهادة، ومن الواقفين بثبات في وجه جبروت الطغاة.