في قلب الذكرى الأليمة، نستلهم قصّة بطولة لا تُنسى لأحد فرسان الحريّة والكرامة، الشاب البطل «علي السيّد حبيب السيّد أحمد الموسوي»، ابن الـ33 ربيعًا، الذي نشأ وترعرع في ظلال الدراز الوارفة، لكنّ المصير قاده إلى أن يلقى ربّه شهيدًا في أرض قم المقدّسة، في لحظة زمنيّة حرجة شهدها التاريخ يوم الإثنين 20 سبتمبر/ أيلول 2021، بعد أن هدّه المرض الغادر.
يروي دم الشهيد الموسوي قصّة شعب أبيّ، ناضل ولا يزال يناضل في سبيل الحريّة والعدالة ضدّ القهر والاستبداد الذي ألقى بظلاله البائسة على أرض البحرين الحبيبة.
لم تكن هجرته إلى إيران نزوة أو رغبة في التغيير، بل كانت رحلته المثقلة بالآلام تعبيرًا صارخًا عن رفضه الاستسلام أمام الظلم الخليفيّ الذي اجتاح البلاد واضطهد أبناءه البررة.
على الرغم من غربته، بقي الموسوي وفيًا لتراب الوطن الذي حمله في قلبه، مدافعًا عن قضايا شعبه بكلّ قوّة وعزيمة، متمسّكًا بحبل الأمل والثبات في وجه الطغاة. كانت حياته فصولًا من كتاب جهاد دائم، حيث كان يقف دومًا في الخطوط الأماميّة للمواجهة، يناضل ببسالة وشجاعة حتى غدرته الأقدار بهجوم صامت ومفاجئ من مرض أنهك جسده ولكن لم يقوَ على إضعاف إرادته أو كسر همّته.
شهادة «علي الموسوي» شعلة تحترق في قلوب جميع الأحرار، رمز للتضحية والإقدام في سبيل العدالة والمساواة، هي حكاية شهادة حيّة على توحّش نظام الخليفيّ وبربريّته، ولكن أيضًا قصة أمل لا تنطفئ، فروحه الشجاعة ترفرف فوقنا، تذكيرًا بأنّ الطريق لا يزال يشتعل بالتحدّيات التي تتطلّب منّا مزيدًا من الصمود والمجاهدة.
اليوم، نقسم على السير على درب الشهيد الموسوي، ملتزمين بكلّ قطرة دم سالت من أجل الوطن، وبكلّ نسمة حريّة اختنقت تحت وطأة الاستبداد، ونعاهد علي وكلّ شهدائنا الأبرار على أن نبقى الجند المخلصين لمسيرة الحريّة حتى يندحر الظلم، وتتوّج مياديننا بلواء العدل والسلام، وتبزغ شمس الحريّة لتضيء ربوع البحرين الغالية.
رحل الشهيد جسدًا ولكن روحه تظلل أبناء شعبنا بالإلهام والدفعة القويّة نحو النصر وإنجاز الأماني التي ضحّى من أجلها؛ سنحفظ في قلوبنا ذكراه وتضحيته العظيمة، متمسّكين بعهد الوفاء والمقاومة حتى النهاية، وسيذكر التاريخ أنّ «عليًّا» كان فجرًا لثورة لن تخبو نيرانها، شرارةً للاستقلال الحقيقيّ والعيش الكريم، إلى الأبد، ستظلّ روحه توقظ الأجيال وتشعل فيهم الحماس لمواصلة الكفاح.