ونبّه في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024 إلى أنّ اللجان والمؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة الخليفيّة كثّفت في الآونةِ الأخيرة لقاءاتها واجتماعاتها العليا، في إطار الإعداد لسلسلةٍ من التّرتيبات والتّحديثات في المنظومةِ الأمنيّة، مؤكّدًا أنّ ما يجري إنّما يعكسُ الاضطرابَ غير المحدود الذي يستولي على الكيان الخليفيّ، وتحديدًا الخشية من تفجّر الأوضاعِ على غرار ما حصلَ في فبراير 2011، ولكن هذه المرّة سيكون انفجار البركان الشّعبيّ أكثر حسمًا في إنهاءِ نظام الفساد والاستبداد، وكلّ التحديثات الأمنيّة الجارية لن تفلح في منعه.
واستنكر المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير ملاحقة أجهزة الكيان الخليفيّ للنّاشطين والمعارضين داخل البلاد وخارجها، واستدعاء المواطنين والحقوقيّين، وسجن الأطفال والمحاكمات الجائرة، إضافة إلى التّضييق المتواصل على السّجناء السّياسيّين وقادة الثّورة الرّهائن، وصولًا إلى اعتقال العائدين من زيارة الأربعين والتّحقيق معهم، مشدّدًا على أنّ هذه الإجراءات المتوحّشة هي ديدنُ هذا الكيان المجرم، ولكنّها تنتظمُ اليوم وفق إجراءاتٍ أمنيّة مرتبطة بمنظومة إرهابيّة موسّعة ومفتوحة، وتتمّ بتنسيقٍ كامل مع الأجهزة الاستخباراتيّة الإقليميّة والدّوليّة، بما فيها الأجهزة الصّهيونيّة.
رأى أنّ زيارة ابن الطّاغية «سلمان حمد» للمملكة المتّحدة جزء من جدولةِ الأجندة التي تُشْرِف عليها الأجهزةُ البريطانيّة لإدارةِ الكيان الخليفيّ وحمايته من شعبه، بما يرسّخ بندَ التّبعيّة المطلقة للبريطانيّين والممتدّة منذ أكثر من 200 عام، وتشمل هذه الجدولة إدخال تعديلات على الملفّين الحقوقيّ والأمنيّ، لافتًا إلى الربط الإدارة الأمنيّة الجديدة بتحالفات الخليفيّين مع قوى العدوان الأمريكيّ الصّهيونيّ وحروبها المكشوفة والنّاعمة على شعوب المنطقة، والإدارة الجديدة تجمعُ بين استعادة مظاهر القمع والتّرهيب المقنّن، وتوسيع نطاق البرامج الدّعائية.
وأكّد المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير أنّ المرحلة الرّاهنة تتطلّب من قوى المعارضة أوسع مستوى من العمل السّياسيّ المقاوم، بما في ذلك الإسراع لتحقيق أمنية الشّعب في تقويةِ جبهة المعارضة والتّنسيق المنتج والفعّال فيما بينها، مشيرًا إلى أنّه لا سبيل لتحقيق النّصر على الأعداء إلّا بالوحدةِ والتّلاقي والتّعاون والتّخطيط المشترك، خصوصًا أنّ العدو الخليفيّ لا يدخّر وقتًا ولا وسعًا لتطوير أدواته الخبيثة وتحالفاته الشّريرة دون رادع أو وازع من دينٍ أو قيم أو أخلاق.