بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبةِ حلول ذكرى شهادةِ الرّسول الأعظم محمّد بن عبد الله (ص)؛ نتقدّم بخالص العزاءِ والمواساةِ إلى صاحب العصر والزّمان (عج)، وإلى مقام ولي أمر المسلمين السّيد القائد علي الخامنئي (دام ظلّه)، وإلى المراجع العظام والعلماء المجاهدين وإلى عموم أبناءِ الأمّة الإسلاميّة.
في هذا الموقف الأسبوعيّ نتوقّف عند جملةٍ من العناوين على ضوء الأحداث الجارية:الموقف الأسبوعي: اتّساع التّعاون الخبيث بين الكيان الخليفيّ والأجهزة الشّريرة يدعو إلى زيادة التّعاون والتّخطيط بين قوى المعارضة الشّريفة
1- ننبّه إلى أنّ اللجان والمؤسّسات الأمنيّة والعسكريّة الخليفيّة كثّفت في الآونةِ الأخيرة لقاءاتها واجتماعاتها العليا، في إطار الإعداد لسلسلةٍ من التّرتيبات والتّحديثات في المنظومةِ الأمنيّة، ونؤكّد أنّ ما يجري إنّما يعكسُ الاضطرابَ غير المحدود الذي يستولي على الكيان الخليفيّ، وتحديدًا الخشية من تفجّر الأوضاعِ على غرار ما حصلَ في فبراير ٢٠١١، ولا سيما أنّ كلّ الأسباب الموضوعيّة لانفجار البركان الشّعبيّ تكاد تكون مكتملةً، وباتَ الأمر يتوقُّف على نضوج الظّرو٨ف المحيطة والإعداد الشّعبيّ والقياديّ للحظةِ الصّفر التي نؤكّد أنّها ستكون – بإذن الله تعالى – أكثر حسمًا في إنهاءِ نظام الفساد والاستبداد، وكلّ التحديثات الأمنيّة الجارية لن تفلح في منْع الانفجار الشّعبيّ المقبل.
2- استنادًا إلى ذلك؛ جدّدت أجهزةُ الكيان الخليفيّ سياسات القمع والإرهاب، وذلك على صعيدِ ملاحقة النّاشطين والمعارضين داخل البلاد وخارجها، واستدعاء المواطنين والحقوقيّين، وسجن الأطفال والمحاكمات الجائرة، إضافة إلى التّضييق المتواصل على السّجناء السّياسيّين وقادة الثّورة الرّهائن، وصولًا إلى اعتقال العائدين من زيارة الأربعين والتّحقيق معهم. إنّ هذه الإجراءات المتوحّشة هي ديدنُ هذا الكيان المجرم، ولكنّها تنتظمُ اليوم وفق إجراءاتٍ أمنيّة مرتبطة بمنظومة إرهابيّة موسّعة ومفتوحة، فهي لا تقتصر على نطاق الجغرافيا المحليّة، كما أنّها تتمّ بتنسيقٍ كامل مع الأجهزة الاستخباراتيّة الإقليميّة والدّوليّة، بما فيها الأجهزة الصّهيونيّة، وليس وقوف الصّهاينة وراء التّحريض الأخير على المؤسّسات الخيريّة في لندن إلّا مؤشرًا على التّعاون الأمنيّ بين الخليفيّين ودوائر الشّر في العالم.
3- إنّنا إذ نحذّر هذا الكيان الهزيل المجرم من عاقبةِ البطش بشعبنا والعدوان على عقائدهم، فكلّ ذلك سيحفر قبره الأسود في نهايةِ المطاف؛ فإنّنا نجدّد الدّعوةَ لقوى المعارضة والمدافعين عن الشّعب إلى كشف المنظومةِ الأمنيّة للكيانِ الخليفيّ والمدافعين عنه، وتفكيك أهدافها وفضحها أمام الجمهور، وتوعية أبناء الشّعب والناشطين والثّوّار بأفضل السّبل والبرامج لتفريغ هذه المنظومة وإفشالها، وتحويلها إلى فرصةٍ إضافيّةٍ لتجهيز الطّوفان القادم والتّهيئة للجولةِ الحاسمة في هذه المواجهةِ المفتوحة المضرّجة بالدّماء الزكيّة والتّضحيات العظيمة والمسنودة بوعد الله تعالى بنصر المجاهدين المخلصين.
4- في هذا الإطار؛ ننظر إلى زيارة ابن الطّاغية «سلمان حمد» للمملكة المتّحدة على أنّها جزء من جدولةِ الأجندة التي تُشْرِف عليها الأجهزةُ البريطانيّة لإدارةِ الكيان الخليفيّ وحمايته من شعبه، بما يرسّخ بندَ التّبعيّة المطلقة للبريطانيّين والممتدّة منذ أكثر من ٢٠٠ عام، وتشمل هذه الجدولة إدخال تعديلات على ملفّين أساسيّين في هذه المرحلة، الأوّل يتعلّق بالوضع الحقوقيّ، وأُجريت بموجبها تغييرات شكليّة على ما تُسمى «اللّجنة الوطنيّة لحقوق الإنسان» التي تتولّى التّخطيط لسياسةِ التّلميع وتبييض السّمعة داخليًّا وخارجيًّا، والملف الآخر يخصّ الإدارة الأمنيّة الجديدة وربطها بتحالفات الخليفيّين مع قوى العدوان الأمريكيّ الصّهيونيّ وحروبها المكشوفة والنّاعمة على شعوب المنطقة، والإدارة الجديدة تجمعُ بين استعادة مظاهر القمع والتّرهيب المقنّن، وتوسيع نطاق البرامج الدّعائية.
ففي الوقت الذي تتواصلُ فيه خطّة الإبادةِ الثّقافيّة للمواطنين الأصليّين، وإطباق القمع السّياسيّ والأمنيّ على الجميع؛ تُروّج معالجاتٍ مغشوشة لملفّ التّجنيس، والإعلان عن جائزة للتّسامح، وإقامة مؤتمر للحوار الإسلامي، واللّهث وراء إقامة مؤتمرٍ دوليّ للسّلام وفق الرّؤية الأمريكيّة الصّهيونيّة.
6- في الختام، وعشيّة بدء العام الدّراسيّ الجديد؛ نتوجّه إلى الأحبّةِ الطّلبة بأسمى التّحيات والتّقدير، وندعوهم إلى الاستعداد الواسع لحياتهم الدّراسيّة بالجدّ والاجتهاد، ونقول لهم: أنتم جُند الوطنِ الحقيقيّون ومستقبله الزّاهر، وبكم سيكون الاعتماد والاستناد لمحاربةِ السّياسات الموجّهة ضدّ شعبنا وبيئته المعارضة، بغرْض زرْع الجهل والانحراف ونشْر التّدمير الفكريّ والاجتماعيّ بين الأجيال الصّاعدة. ونأمل من كلّ قوى المجتمع ومؤسّساته الخيريّة المشاركة الفّعالة في المحافظة على هذه الأجيال، وتوفير كلّ الدّعم والرّعاية لتعزيز مستوى العلم والمعرفة والتّسلُّح بأعلى الشّهادات الأكاديميّة والتّخصّصات العلميّة المفيدة للمجتمع والوطن، فهذا هو السّلاح الأمضى في وجه أنظمةِ الفساد والظّلم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 2 سبتمبر/ أيلول 2024م
البحرين المحتلّة