الذاكرة الوطنيّة تخلّد أسماء لا تُنسى، أبطال ضحّوا بأرواحهم ليكونوا منارات هداية في درب الحريّة والكرامة.
«صادق جعفر جاسم سبت» شهيد من البحرين، يعدّ نبراسًا يضيء للأجيال دروسًا في الإقدام والفداء، بروحه التي كسرت قيود الصمت وأعطت شعبًا يسعى خلف حلم الحريّة جرعةً من الأمل.
«صادق سبت» شاب في مقتبل العمر (22 عامًا)، نشأ وترعرع في السهلة الجنوبيّة، بلدة تُعرف بغناها بالروح الثوريّة وقوّتها. في الأول من سبتمبر/ أيلول من العام 2013، خسرنا هذا البطل في ظروف تحكي قصّة نضال إلى النهاية. كان صادق رمزًا للشباب الذي لم يأبه بخطر الموت في سبيل عدالة يؤمن بها وحريّة ينشدها.
مساء يوم الثلاثاء 30 يوليو/ تموز 2013، وقعت الحادثة المأساويّة التي اغتيل بها صادق؛ كان يشارك مع مجموعة من المتظاهرين في فعاليّة لقطع الشارع احتجاجًا، بالقرب من مسجد «الشيخ عزيز» بمنطقة السهلة، حينها تعرّض لدهس متعمّد من سيارة تقودها مليشيات مدنيّة؛ الحادث كان شديدًا وقويًّا، إذ تسبّب بكسر جمجمة صادق، ونزفٍ في الأنف والرئتين، ورضوض متعدّدة في الصدر، فنقله فورًا إلى مستشفى السلمانيّة حيث دخل في غيبوبة استمرّت لأيام إلى أن استشهد.
«صادق سبت» الشهيد الذي زرع بدمائه بذور الثورة في قلوب الشعب، تاركًا وراءه إرثًا من الشجاعة يدفع المجتمع للتحرّك نحو مستقبل مشرق يسوده العدل والحريّة. لم يكن مجرد فرد في تظاهرة، بل كان لهبًا أشعل فتيل التغيير، ملهمًا جيلًا بأكمله للوقوف في وجه الظلم والطغيان، مخلّدًا اسمه كرمز للنضال والتضحية في سبيل الوطن.