في البحرين، لم يكن عيد الأضحى مجرّد مناسبة لارتداء الجديد وتبادل التهاني، بل تحوّل إلى لحظة تذكير بأحداث مؤلمة من الماضي، حيث فقدت البحرين الطفل «علي جواد أحمد الشيخ» الذي كان يبلغ من العمر 15 عامًا، في ظروف وحشيّة.
استشهد علي إثر إصابته بطلقة مسيّلة للدموع مباشرة في الوجه خلال اشتباكات في بلدة الخارجيّة في عاصمة الثورة سترة، والتي شهدت تدخّل مرتزقة آل خليفة لقمع التظاهرات بعد صلاة العيد.
كما أفاد شهود العيان، فإنّ الواقعة جرت نتيجة عمليّة قمع قوّات مرتزقة آل خليفة للمتظاهرين، حيث استهدف أحد أفرادها، من موقعه داخل مركبة تابعة لوزارة الداخليّة، الفتى «علي الشيخ» بطريقة مباشرة وقاتلة، ما أدّى إلى استشهاده بعد لحظات من إصابته، وسط دهشة وفزع من المحتشدين.
الشهيد «علي الشيخ» الذي بات رمزًا للاستشهاد في ظلال العيد، نُقل جثمانه إلى مركز سترة الصحي، حيث أُعلن استشهاده هناك نحو الساعة 9:40 صباحًا. تبع هذا الإعلان اندفاع قوّات المرتزقة نحو المركز الصحيّ، محاصرة إيّاه في محاولة للسيطرة على الوضع، بينما اجتمع الأهالي والشهود حوله، مكثّفين جهودهم لرصد الأحداث والتعبير عن استنكارهم لهذه الفعلة القمعيّة.
استشهاد «الطفل علي الشيخ» لم يكن مجرّد حدث عابر في سجلّ البحرين الثوريّ، بل كان شعلة تأجّجت لتُنير درب الثورة وتُشعل أرواح المناضلين. حينما تُسفك دماء الأبرياء على أرض البحرين لا تذهب هدرًا بل تصبح رمزًا للعزيمة والإصرار يتوارثه الأحرار جيلاً بعد جيل. استشهاد «علي الشيخ» أكّد أنّ القوّة القمعيّة لن تسلب إرادة الشعب أو تُخمد أصوات الحريّة المدوية في شوارع البحرين.