الحالة الخامسة التي تناولها ملف «الأسرى أصحاب الأمراض» هي للأسير «حبيب علي حبيب» المصاب بورم خطر في الدماغ.
يبلغ حبيب الثامنة والثلاثين من العمر، وهو من بلدة سار، ومحكوم عليه بالمؤبّد على خلفيّة سياسيّة، ويمكث في سجن جوّ المركزيّ.
يعاني من ورم في الدماغ وراء عينه، ينمو باستمرار ما يسبب له ضغطًا مرتفعًا في رأسه، وخاصّة على عصب العين اليمنى، ينتج عنه ألم حادّ يفقده القدرة على الرؤية والتركيز والتذكّر، حتى الوعي في بعض الأحيان.
وقد عانى المعتقل حبيب لسنوات مع عيادة السجن وإدارته وهو يطالب بعرضه على طبيب مختصّ، حتى سمح له بذلك، فرآه طبيب لمدّة دقيقة واحدة، وأخبره أنّ لديه ورمًا في الدماغ، وأنّ أعراضه وآلامه ستلازمه حتى مماته من دون أن يقدّم له أيّ علاج، رغم أنّه يحتاج إلى فحوصات دقيقة وصور أشعة وتخطيط لتشخيص حالته بدقّة وصرف العلاج المناسب والدواء اللازم.
ومنذ ذلك اللقاء الوحيد لم يتابع الطبيب حالته، ولم يصرف له غير مسكّن «بانادول»، وكلّما راجع العيادة أخبره الطبيب أنّ لديه موعدًا ولكنّ إدارة السجن تلغيه.