على أعتاب إحياءِ ذكرى أربعينيّةِ الإمام الحسين (ع)، والمشاركة المليونيّة المرتقبة في مواكب المشي الإيمانيّ إلى كربلاء المقدّسة؛ نتوجّه بالدّعوة لأبناءِ شعبنا البحرانيّ المشاركين في هذا الحدث العباديّ والحضاريّ إلى استحضار المعاني الكبرى لنهضةِ الإمام الحسين (ع) وقيمها في مواجهةِ الظّلم والمستكبرين، والحرْص على تقديم النّموذج البحرانيّ النيّر في تجسيد هذه المعاني والقيم، وأن يكونوا – كما هو المعهود منهم دائمًا- سفراءَ البحرين في تعريف العالم بإبعاد الصّراع الوجوديّ مع الكيان الخليفيّ المجرم، وتبيان أهداف ثورة 14 فبراير المباركة، وكذلك رفْع صور الشّهداء وقصصهم العطرة، وشرْح عذابات السّجناءِ السّياسيين وقادة الثّورةِ الرّهائن وما يواجهونه من حرمانٍ ممنهج من الرّعاية الصّحية وممارسة العبادات والشّعائر، ومن قتْل بطيء، انتقامًا من صمودهم الأسطوريّ ورفضهم الذّل والاستسلام.
وفي هذه الأجواء، نتوقّف في موقفنا الأسبوعيّ عند العناوين الآتية:
1- نحذّر الكيانَ الخليفيّ من استمرار سياساته القمعيّةِ والانتقاميّة ضدّ المشاركين في إحياءِ ذكرى أربعينيّة الإمام الحسين (ع)، استتباعًا للهجمةِ العدوانيّة التي بدأها في موسم عاشوراء، ونؤكّد ضرورةِ إفشال أهداف هذا العدوان الخليفيّ على المقدّسات والعقائد والطّقوس الرّاسخة لشعبنا وبلادنا، وعدم التّنازل عن المضيّ في الإحياءات الدّينيّة وإقامة الشّعائر أمام الهجمة الخليفيّة المجرمة، واعتبار الدّفاع عن الشّعائر والهويّة الثّقافيّة والتّاريخيّة الأصيلة جزءًا لا يتجزأ من الدّفاع عن الحقوق السّياسيّة والحقّ في تقرير المصير والسّيادة الشّعبيّة على إدارةِ البلاد.
2- نشدّدُ على تفعيل ملفّ السّجناء السّياسيّين وما يعانونه من اضطهادٍ وتضييقٍ منظّم داخل السّجون الخليفيّة، وندعو إلى تكثيفِ حملات الدّعم والتضامن وتطويرها في هذا الملفّ لكونه يمثّل محطّةً حقيقيّة في معركةِ الإرادة بين الشّعب والكيان الخليفيّ وداعميه الأشرار، ونرى أنّ إدارة هذا الملف تتطلّبُ فتْح كلّ ملفات الصّراع مع هذا الكيان المجرم، ومن ذلك ملف القتْل والتّعذيب في السّجون، وتورّط الطّاغية حمد وأبنائه في الانتهاكات وترقيته للجلاّدين والقتلة، ما يُثبتُ عدم جدوى التّقارب والتّصالح مع هذه الشّرذمة المجرمة، وكذلك فضْح الدّعايات الخليفيّة الكاذبة حول الحوار والتّسامح، وآخرها كذبة جائزة “حمد للتّعايش السّلميّ”، وبيان أنّ هذه الجائزة قامت على سفك الدّماء وهدم المساجد وهتك الأعراض.
3- ندعو إلى الحذر والتنبُّه من المخطّطات الخبيثةِ المحتملة التي يجري التّحضير لها لمواجهةِ الحراك الشّعبيّ في البحرين، وذلك على خلفيّةِ التحرُّكات الأمنيّة والعسكريّة المتسارعة التي شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة، ومن ذلك تعاقُب الوفود العسكريّة الأمريكيّة والسّعوديّة والمصريّة والباكستانيّة على البلاد، وإبرام اتّفاقاتٍ سريّة مع الكيان الخليفيّ لحمايةِ نظام الاستبداد والفساد المستشري في البحرين، مقابل الدّور الخياني لهذا الكيان في خدمةِ المشروع الصّهيونيّ- الأمريكيّ. إنّنا نرى في استئناف البطش الخليفيّ ضدّ شعبنا مؤشّرًا على سياسةٍ أمنيّة جديدة ترعاها الكياناتُ المجرمة المحيطة، ولا سيّما مع ثبات الشّعب وقوّته في المطالبة الحقّة بالحريّة والعدل، وانتصاره غير المحدود للمقاومة في غزّة والمنطقة.
4- إنّ التّحدّيات المحليّة والخارجيّة التي يواجهها شعبُنا وأبناءُ أمّتنا تستحثّ الجميع على بذل المزيد من الجُهد والجديّة لتعزيز مبدأ التّشارك والتّعاون الجامع بين القوى الوطنيّة والشّعبيّة في البحرين والخليج والدّول العربيّة والإسلاميّة، وإنّنا نأمل من قوى المعارضة الشّريفة في بلادنا أن تقتنصَ هذه الفرصة للإقدام على خطواتٍ جديدة على صعيدِ التّقارب والتّفاهم والتّنسيق المشترك، تأسيسًا على المكتسبات والتّضحيات التي تراكمت على امتدادِ النّضال الشّعبي والوطنيّ الطّويل، والذي أخذ مداه الأوسع مع انطلاقِ ثورة 14 فبراير حتّى اليوم.
5- نجدّد موقفنا وموقفَ شعبنا الثّابت في البحرين بنصرةِ المقاومة الشّريفة ضدّ الصّهاينة والغزاة الأمريكيّين، وبمقاومة التّطبيع وأنظمة الخزي والخيانة، ونحيّي الدّماءَ الزّكية للشّهداءِ المجاهدين في غزّة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن، ونباركُ لقادةِ المقاومة هذا الفداء العظيم في مواجهةِ أعداء الأمّة، واثقين بالنّصر المبين الذي سيكتبه الله تعالى على يدِ المحور المقاوم الشّريف، ونتوجّه كذلك بالتعظيم للعمليّةِ الاستشهاديّة التي شهدها ليل الأحد قلبُ عاصمة العدو الصّهيونيّ، وهي رسالة من مجاهدي “القسّام” و”السّرايا” بأنّ الاستشهاديّين جاهزون للوصولِ إلى العمق الصّهيونيّ، وهم قادرون على تغيير معادلة المواجهة المفتوحة ضدّ العدوان الصّهيونيّ والإبادة المفتوحة، وكذلك إحباط لعبةِ المفاوضات التي يديرها الأمريكيّون لضمان أمن الصّهاينة واستمرار إرهابهم.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
البحرين المحتلّة
الإثنين 19 أغسطس/ آب 2024م