أقام المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير ندوة سياسيّة خاصّة بمناسبة الذكرى الـ53 لاستقلال البحرين، وذلك يوم الأربعاء 14 أغسطس/ آب 2024، ضمن «حديث البحرين»، تحت عنوان «بعد 53 عامًا من استقلال البحرين.. الاستبداد القبلي ومشاريع الهيمنة الأجنبيّة».
وقد افتتح الندوة مدير المكتب السياسيّ للائتلاف في بيروت «الدكتور إبراهيم العرادي»، الذي في بداية تقديمه تطرّق إلى قضيّة المظلوم والمغدور به «المعتقل السيّد هاشم» الذي اختطف على الحدود العراقيّة- الكويتيّة في أثناء تجديد إقامته، وتسليمه للسلطات الخليفيّة في البحرين، ولا يزال مصيره مجهولًا.
ثمّ رحّب العرادي بضيفي الندوة القياديّ في المعارضة البحرانيّة «الدّكتور راشد الرّاشد» والإعلامي البحرانيّ «الدكتور جواد عبد الوهاب»، إضافة إلى المتابعين عبر منصّة «إكس»، ومن بينهم الدكتور جواد فيروز، والدكتور سعيد السماهيجي، والدكتور قاسم عمران، والإعلاميّ حسين خلف، والحقوقي السيّد يوسف المحافظة، والإعلاميّة أوجينا دهيني، وآخرون.
وقال الدكتور راشد في مشاركته إنّه لا توجد دولة مدنيّة في البحرين تحفظ حقوق الناس، والسلطة تنظر إلى المواطن دومًا على أنّه «متّهم»، والنظام السياسيّ الذي يحكمها اليوم هو أسوأ من مرحلة الاستعمار.
ورأى أنّ البحرين لم تشهد استقلالًا حقيقيًّا، بل هناك خدعة وكذبه اسمها «الاستقلال»، إذ إنّ الإدارة الأمنيّة في البحرين لا تزال تحت إشراف القيادة البريطانيّة، إضافة إلى وجود خمس قواعد عسكريّة أجنبيّة، وهو ما يتناقض مع سيادة البلد واستقلاله.
وأكّد أنّ شعب البحرين يستحقّ نظامًا سياسيًّا عادلًا، وقيام دولة تحفظ حقوقه السياسيّة والمدنيّة، مستنكرًا صمت المجتمع الدولي الذي يرى شعوبًا كشعب البحرين يئنّ تحت قمع السلطة وعنفها ولا يحرّك ساكنًا.
ولفت الدكتور الراشد إلى أنّ شعب البحرين لا يزال يحلم بقيام دولة حقيقيّة، وسلطة تنبثق من إرادة شعبيّة، مشدّدًا على أنّ الاستقلال الحقيقيّ يأتي فقط من خلال المقاومة والثورة التي تحرّر الأرض والعمليّة السياسيّة.
أمّا أبرز النقاط التي تطرّق إليها الدكتور جواد عبد الوهاب، فكانت أنّ «سلمان بن حمد» لا يتخلّف في استبداده عن أيّ فرد من آل خليفة الذين لن تتحقّق لهم الشرعيّة مطلقًا من خلال القمع الذي يمارسونه.
وقال إنّ المشكلة السياسيّة في البحرين أنّه يوجد فيها أسرة حاكمة لا تؤمن بالوطنيّة، بل تؤمن بالعقليّة القبليّة والبدويّة التي تسلب كافة حقوق الشعب، ونظامها نظام شمولي مستأثر بالسلطة والقدرات.
ودعا إلى إعادة صياغة المفاهيم بما فيها مفهوم «الاستقلال» الحقيقيّ، فالاستقلال الحقيقيّ المنشود هو الذي يحقّق الحريّات والحقوق وبناء المجتمع المدنيّ المتكامل، والاستقلال الذي لا ينبثق منه نظام سياسيّ ذو إرادة شعبيّة لا يسمّى «استقلالًا».
ونوّه الدكتور عبد الوهاب إلى أنّ أمام شعب البحرين طريقًا طويلًا لتحرير العمليّة السياسيّة بمختلف الوسائل الممكنة والمتاحة، ولا بدّ أن يصاغ مشروع المعارضة البحرانيّة على قاعدة عدم تفرّد حكم العائلة بالسلطة، وهي العائلة التي فشلت في الحكم أكثر من قرنين من الزمن، ولم تنسجم يومًا مع الشعب، وهي تلجأ إلى سلاح الطائفيّة في التفريق بين أبناء الشعب الواحد.