بحلول ذكرى استقلال البحرين، يصحو الوجدان الوطنيّ من سباته، مجدّدًا وثباتًا وتمردًا ضدّ كلّ مسلّمات الاحتلال البريطانيّ الغاشم الذي طالما عاث فسادًا في أرض البحرين الحبيبة.
نقف اليوم، بعد سنين من الجلاء البريطانيّ عن أرضنا، ونحن نشحذ الهمم ونعيد طلاء أحلام الحريّة بألوان الصمود والإصرار، متذكّرين آلام ماضٍ لن يتكرّر، وعزم على مستقبل يزهو بالاستقلاليّة والتحرّر.
يوم الاستقلال ليس مجرّد تاريخ في التقويم، بل هو فصل لانتصار الإرادة على جبروت الاستعمار، رمزٌ للتجديد والمقاومة، والالتزام بعدم الخضوع أو القنوط. تلك الذكرى تذكّرنا بدماء الآباء والأجداد التي روت أرضنا، وبذلك فإنّها تجدّد فينا العهد على مواصلة القتال من أجل ما يُهدد سيادتنا ويحاصر استقلاليّتنا.
يدنا في يد التاريخ، نستلهم دروس الماضي، ونقف صفًّا واحدًا في وجه كلّ أشكال الاستغلال والهيمنة. النظام الخليفيّ، بممارساته الاستبداديّة، يُعدّ امتدادًا لذلك الاستعمار ماهرًا في تغيير الأقنعة دون الجوهر. نرفع الصوت عاليًا، مُشدّدين على الحاجة الملحّة إلى مواصلة الثورة، ومقاومة كلّ استغلال يستتر خلف شعارات الدعم والتحالف.
عهدنا مع الشهداء الذين قدّموا أرواحهم قرابين على مذبح الحريّة، هو ألّا نتهاون ولا نساوم على المطالبة بحقوقنا الوطنيّة. نقف اليوم، إذ نتذكّر تضحياتهم وجليل عطائهم، مؤكّدين أنّ دماءهم هي منارات تضيء درب المقاومة، وتبعث في الأجيال شرارات الثورة والعمل.
إنّ القواعد الأمريكيّة والبريطانيّة على أرضنا ليست إلّا مثالًا جديدًا على أشكال الاستعمار المعاصر، فتكرارها يُعيد للأذهان صورًا ليست غائبة عن نضالنا.
ندعو كلّ حرّ شريف إلى أن يكون جزءًا من مقاومة هذا الاستعمار الجديد، وإلى تحرّك بناء يُفضي إلى استقلاليّة تامّة وسيادة أرضيّة غير منقوصة.
ونحن نمضي في مسيرة الحراك ضدّ القواعد والوجود العسكريّ الأجنبيّ، فإنّنا نعي أن جهادنا هو جزءٌ لا يتجزّأ من معركتنا من أجل استقلال وطنيّ حقيقيّ. دعوتنا هذا اليوم هي دعوة إلى الزحف نحو مستقبلٍ أفضل، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الشعب وكبرياء الوطن، وفي ختام دعوتنا التي لا تعرف الكلل، نؤكّد أهميّة الحفاظ على السيادة الوطنيّة المطلقة، ملتزمين بتسليم وطن خالٍ من البصمة الأجنبيّة إلى الأجيال القادمة، وطن يتنفّس الحريّة، ويسير على الطريق الذي رسمه الشهداء بأرواحهم… طريق الكرامة والعزّة والاستقلاليّة.