تحلّ في الرّابع عشر من أغسطس/ آب الذّكرى الثّالثة والخمسون لاستقلال البحرين عن الاستعمار البريطانيّ، في ظلّ ظروف ومستجدّات خطرة تسبّبَ بها الكيانُ الخليفيّ الذي أبرمَ معاهدات واتّفاقات وتحالفات أضرّت بالسّيادة الوطنيّة على نحو كبير، كما أنّها عزّزت الأشكالَ الاستعماريّة الجديدة التي توافدت على البلاد لخدمة المطامع الإمبرياليّة والمشاريع الاستكباريّة في المنطقة، بما في ذلك رعاية الأنظمة المستبدّة وإجهاض الحركات الشّعبيّة المنادية بالحريّة والتحرّر من قوى الهيمنة.
وحول ذلك، نسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ العناوين الآتية:
1- مع حلول ذكرى استقلال البحرين (14 أغسطس/ آب 1971)، وانتصار إرادة شعبنا العزيز في الخلاص من الاستعمار البريطانيّ بعد عقودٍ طويلة من النّضال الوطنيّ، ونيل حقّه في كتابة دستوره العقدي؛ أبقى المخطّط البريطاني على استمرار استيلاء عملائه الخليفيّين على السّلطة، وممارسة الاستبداد والطّغيان بحقّ الشّعب، كما حصل مع إجهاض التّجربة البرلمانيّة القصيرة العهد في منتصف سبعينيّات القرن الماضي، وتعليق العمل بدستور 1973، حتى جاء عهد الطّاغية حمد الذي كان وفيًّا لأسياده البريطانيّين، فألغى دستور 1973، وفرضَ دستوره الجديد بعد خديعة ما سمّي بـ«الميثاق الوطنيّ»، ما أدخلَ البلاد في نفقٍ مظلم استوجب ثورة شعبيّة عارمة فجر 14 فبراير/ شباط من العام 2011، لإنقاذ البلاد من مشروع التّدمير الديموغرافيّ والتّاريخيّ والاجتماعيّ الممنهج، فضلًا عن التدمير السّياسيّ والاقتصاديّ، وبات الخيار الأوحد أمام الشّعب لاستكمال نضال الآباء والأجداد في تحقيق الاستقلال الكامل من الاستعمار والاستبداد؛ أن يُحقّق هدفه المنشود في تقرير مصيره من خلال نيل حقّه السّياسي المتمثّل في كتابة دستوره بيده، وبناء نظامه السّياسيّ العادل والمقتدر.
2- في موقفنا السّياسيّ الصّادر بتاريخ 15 يوليو/ تموز 2024، عبّرنا عن استنكارنا لمستوى التّنسيق الأمنيّ بين الكيان الخليفيّ وبعض المسؤولين في الجمهوريّة العراقيّة، وحذّرنا من احتماليّة ارتفاع منسوب استهداف الزّوار والمهجّرين من أبناء شعبنا العزيز في أثناء زيارة الأربعين المقدّسة، وكنّا نأمل من المسؤولين العراقيّين الاشقّاء صدّ الرّغبات الخليفيّة الظالمة، لكن ما حصل من اختطافٍ للمهّجر المظلوم «السّيد هاشم شرف» على الحدود العراقيّة – الكويتيّة يكشف خُبث بعض الجهات الأمنيّة في المنطقة، وتواطؤها مع الخليفيّين في إيقاع الظّلم على أبناء شعب البحرين. إنّنا ندين هذه الممارسات الدّنيئة ونحمّل كلّ المتورّطين في الاستسلام للإملاءات الخليفيّة وبعض الجهات الأمنيّة في دول الجوار المسؤوليّة الكاملة.
3- إنّ عودة مشاهد اللّقاءات التّنسيقيّة التي تجمعُ بين مسؤولين في حكومة الكيان الخليفيّ وقوّات ما يُسمّى بـ«درع الجزيرة» هو استحضار للدّور الإجراميّ الذي مارسته هذه القوّات العسكريّة بحقّ أبناء شعب البحرين إبان اندلاع ثورتهم المباركة عام 2011، وما اقترفته من انتهاكات جسيمة لن ينساها شعبُ البحرين. إنّنا نرى أنّ هذه اللّقاءات في هذه المرحلة الحسّاسة التي تمرّ بها المنطقة مؤشّر خطر على إعادة تهيئة الأرضيّة لهذه القوّات بقيادة الكيان السّعوديّ؛ لممارسة القمع والقتل مجدّدًا على أرض البحرين، وهو ما يوجب التنبُّه والحذر من هجوم أمنيّ استباقيّ قد تشهده البحرين اغتنامًا لانشغال المشهد الإقليميّ والدّوليّ في تصعيدٍ غير مسبوق.
ونرى أنّ دعوة إدارة الشّرّ الأمريكيّة وبعض الدّول التابعة لها لاستئناف المفاوضات؛ ليست سوى خداع ومناورة سياسيّة مكشوفة، وهي تمنح العدوّ الصّهيونيّ المزيد من الوقت لارتكاب المجازر وتحقيق أهدافه العدوانيّة. وفي الوقت الذي نجدّد فيه موقفنا الثّابت والحاسم بدعم محور المقاومة وإسناده بكلّ السُّبل الممكنة؛ فإننا نحذّر الكيانَ الخليفيّ المجرم من مغبّة المشاركة في الدّعم الفنيّ أو اللّوجستيّ لقوى العدوان الصّهيونيّ الأمريكيّ، وسوف نعدّ أيّ شكلٍ من التّعاون الخليفيّ في صدّ أيّ عمل جهاديّ يصدر من قوى الإسناد والمقاومة إعلانًا مباشرًا لانخراط الخليفيّين في هذا العدوان، وعليهم أن يتحمّلوا كلّ التّبعات القاسية لذلك.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 12 أغسطس/ آب 2024م
البحرين المحتلّة