قال خطيب الجمعة في البحرين «سماحة الشيخ محمد صنقور» إنّ البحرين بحاجةٍ أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى التعافي من القضايا الاقتصاديَّة والسياسيَّة والحقوقيَّة والتي لا يسترعي بعضُها أكثرَ من قرارٍ سياسيّ.
وأوضح سماحته في خطبة صلاة الجمعة المركزيّة في «جامع الإمام الصّادق (ع)» في الدراز غرب العاصمة المنامة، يوم الجمعة 9 أغسطس/ آب 2024، أنّ هذه الأزمات العالقة هي البطالة والفقر وتدنِّي الأجور وغلاء المعيشة وضبطِ العمالة الوافدة والتجنيس وقضية السجناء، وغيرها من القضايا التي لا تتطلبُ أكثرَ من التعاطي بجدِّية والسعي الحثيث من أجل معالجتها بعيدًا عن الهاجسِ الأمنيّ، وعلى قاعدة أنَّ أبناءَ الوطن حريصونَ جميعًا على استقراره والارتقاء به، وأنَّ الخيرَ كلَّ الخير أنْ يتشارك الجميعُ في بنائه ومعالجة قضاياه.
ورأى الشيخ صنقور في العنوان الثاني أنّ «إسرائيل» تمشي برجلها حيث زوالها المحتوم، مضيفًا «فكلَّما سلكت طريقًا تعتقدُ أنَّه يقودها للنصر وجدت نفسَها وقد توغَّلت في مسارٍ يقودُها للمزيد من الهزائم حول العدوان على غزَّة والذي امتدَّ حتى الآن عشرة شهور دون أنْ تُحقِّق وداعموها شيئًا من أهدافِها المُعلنة»، مؤكّدًا أنّها لم تتمكّن من القضاءِ على المقاومة ولا الحدّ من فاعليّتها، ولم تستطع استرجاع جنودها الذين أسرتهم المقاومة، وها هي غارقةٌ في رمال غزَّة تتكبَّدُ في كلِّ يومٍ المزيد من الإخفاقات، وتُمنى في كلِّ يومٍ بالمزيد من الخسائر في الأرواح والمعدَّات، ولا تجدُ من وسيلةٍ تستنقذُها من الشِراك الذي أوقعت نفسَها فيه بسوءِ اختيارها، وقد قادها إليه كبراؤها وغطرستُها.
ولفت سماحته إلى أنَّها لو ابتلعت مرارةَ الهزيمة يومَ طوفانِ الأقصى لكان خيرًا لها، لكنَّه الاستدراجُ الذي يفعلُه اللهُ تعالى بشرارِ خلقِه ليقودهم إلى هلاكِهم.
وحول الاغتيالات قال الشيخ صنقور إنّ «إسرائيل» اغتالت بعض قادة المقاومة بحثًا عن نصرٍ اعتباريّ تستعيدُ به شيئًا من كرامتِها المهدورة وهيبتِها المصطنعة، فهي لم تستوعب بعد أنَّ هيبتَها قد تحطَّمت، فلم تعُد قابلةً للرأب وأنَّ عليها أنْ تنتظرَ الجلاءَ صاغرةً من أرض فلسطين. وهي بعدُ لم تستوعب أن تصفيتها للقضية الفلسطينيَّة لا تعدو كونها أضغاث أحلام، فقضيَّة فلسطين غيرُ قابلةٍ للتصفية وإنْ حشدت لها كلَّ إمكانيات الغرب ومكرِه وحبائله.