وقد استعرض الدّكتور أحمد آخر التطوّرات الأمنيّة والسّياسيّة على المستوى الإقليميّ، وتحديدًا ما شهدته بيروت وطهران ودول المحور المقاوم من عدوان صهيونيّ- أمريكيّ، وتوقّف عند خلفيّات هذه التطوّرات ومآلات ردود الفعل المرتقبة عقب جريمتي اغتيال رئيس المكتب السّياسي لحركة (حماس) “الشّهيد القائد إسماعيل هنيّة” والقياديّ الكبير في حزب الله “الشّهيد السّيد فؤاد شكر”.
ووسط حضور لفيف من أبناء الجالية البحرانيّة في بيروت؛ تطرّق ضيفُ المجلسُ السّياسيّ الدّكتور علي أحمد إلى سياقات حدث السّابع من أكتوبر/ تشرين الأول الذي حفر عميقًا في الوعيّ الصّهيونيّ، وما نتج عنه بعد اندلاع معركة طوفان الأقصى وإفرازاتها غير المسبوقة في تاريخ الصّراع مع العدو الصّهيونيّ، ولا سيّما على صعيد جبهة الإسناد في جنوب لبنان، وما نتج عن ذلك من نتائج كبيرة بعد تهجير المستوطنين الصّهاينة في شمال فلسطين المحتلّة، وكذلك الحال مع جبهة اليمن وإغلاق ممرّات بحريّة أمام العدو الصّهيونيّ، في حين أنّ جبهة العراق استطاعت أن تكون حاضرة بقوّة في جبهة الإسناد لغزّة رغم تعقيدات هذا البلد المحليّة.
وأشار الدّكتور أحمد إلى الظروف الاقتصاديّة والعسكريّة المعقّدة في سوريا، وقال إنّ دمشق، رغم ذلك، كانت حاضرة أيضًا على مستوى كبير في دعم معركة طوفان الأقصى، في الوقت الذي تأكّد أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة هي القلعة الشّامخة في محور المقاومة ومظلّته الأساسيّة.
وتناول الدّكتور أحمد جوانبَ من صمود جبهة غزّة طيلة الأشهر العشرة الماضية، وقدرتها على إفشال أهداف العدوان الصّهيونيّ، ولا سيّما إفشال هدف القضاء على المقاومة، وهو ما كرّس ورطة العدو الصّهيونيّ على نحو أكبر وأوسع، وخصوصًا مع انفجار النّقاش داخل الكيان المحتلّ حول كلفة استمرار الحرب الحاليّة عليه، في ظلّ قدرات جبهات الإسناد ومقدراتها التي نجحت في استنزاف الكيان بشريًّا واقتصاديًّا وأمنيًّا، إذ حرّك ذلك الجدل حول الذّهاب إلى حرب مفتوحة، والتي ستكون كلفتها على الكيان أضعافًا مضاعفة.
وقال الدّكتور أحمد إنّ العدو الصّهيونيّ لجأ أمام هذا المأزق إلى خيار خلط الأوراق، وذلك من خلال جرائم الاغتيالات في الضّاحية الجنوبيّة وطهران، لكنّ ذلك لن يكون دون ردّ حتميّ وحاسم من قوى المقاومة، كما أكّد ذلك سماحة السّيد حسن نصر الله في خطابه (الثلاثاء ٦ أغسطس ٢٠٢٤م) بمناسبة أسبوع الشّهيد الكبير السّيد فؤاد شكر.
في ختام اللقاء، أكّد الدكتور علي أحمد أنّ تحقيق الهدف الاكبر بإزالة كيان العدو الصّهيوني من الوجود؛ بحاجة إلى كثير من الصّبر والتحمُّل والتّضحيات، وقال: “اليوم في معركة طوفان الأقصى؛ فإنّ محور المقاومة حقّق العديد من الإنجازات، وأبرزها إفشال أهداف العدوان، إذ منع سحق المقاومة وحركة (حماس) في غزّة، وكذلك الفشل في استرجاع الأسرى الصّهاينة رغم الدّمار والقتل الهائل في غزّة”.