في قلب الحراك الثوري، حيث الأفئدة تتوق إلى الحريّة والعدالة، تضاء لوحات الذكرى بأسماء تتجاوز كونها مجرّد كلمات إلى كونها منارات في سبيل الكفاح والتضحية.
من بين هذه الأسماء، يبرز اسم «الشهيد حسن جاسم حسن الحايكي» الذي كان عنوانًا للإخلاص والتضحية في عمر الـ35 عامًا.
استشهد الحايكي في 31 من يوليو/ تموز لعام 2016، وقصّته شاهد على ثمن المطالبة بالحقّ والكرامة، حيث اغتالته يد الظلم تحت وطأة التعذيب.
في تلك اللحظات الحاسمة من تاريخنا العريض، في الثالث من يوليو/ تموز لعام 2016، اقتحمت مليشيات مدنيّة مسلّحة مُدعمة بقوّات المرتزقة استقرار ليل الشهيد حسن، واختطفته إلى ظلمات جهة مجهولة.
تلا ذلك عرض صورته على الشاشات الرسميّة في لحظة قاسية، معلنة زورًا وبهتانًا تورّطه في أحداث لم يكن له بها يد.
وبعد أيّام من التعذيب المبرح، زارته عائلته لتجد روحه المجروحة قد عانت ما عانته من تعذيب جسديّ ونفسيّ، قبل أن تُنهى حياته تحت زعم معاناته من مشكلة صحيّة، وهو الادّعاء الذي تحاك الدول المستبدّة عباءتها به.
تتجدّد ذكرى الشهيد حسن الحايكي كلّ عام، ومعها تتجدد العزائم والإصرار على مواصلة الطريق الذي سلكه شهداؤنا الأبرار.
في هذه الذكرى، نؤكّد مجددًا التزامنا بمبادئ الحريّة والعدالة والسلام التي ضحّى من أجلها. إنّ الذكرى السنويّة لا تمثل فقط لحظة للحزن والأسى، ولكنّها أيضًا تبعث فينا الروح الثوريّة مجدّدًا، تذكيرًا بأنّ كلّ قطرة دم قدّمها شهداؤنا هي قسم وعهد على ألا تذهب تضحياتهم سدى.
إننا، اليوم وكلّ يوم، نجدّد العهد على أن نحمل راية النضال مرفوعة، متمسّكين بأحلامهم ورؤاهم لوطن يسوده الحقّ والعدل.