في إحدى صفحات تاريخ البحرين المليئة بالأحداث والتحوّلات، تُسلّط الضوء على قصة بطل، شهيد آمن بقضيّته حتى آخر نفس.
الشهيد العلّامة السيّد أحمد الغريفي، الذي طُبع اسمه بأحرف من نور في سجل الأبطال، قدّم حياته قربانًا لمبادئه ومعتقداته، ليصبح رمزًا لا يمكن نسيانه في قلوب الشعب.
فصل دامٍ في التاريخ: الاغتيال السياسي
الشهيد السيّد أحد الغريفي لم يكن رجلًا عاديًا، بل كان فكرة، رؤية، ووهج أمل في ظلمات واقع موجع. في يوم السابع والعشرين من يوليو/ تموز عام 1985، كتب التاريخ فصلًا آخر من فصول الصراع بين النور والظلام، بين الحقّ والباطل، باغتيال المخابرات الخليفيّة لهذا الرمز الثوريّ في حادثٍ مفتعل عُدّ محورًا في مسيرة النضال.
الصمود في وجه الاستبداد:
لم يكن السيّد أحمد الغريفي مجرد عالم دين، بل كان صوتًا يصدح في ميادين الحريّة، ويتجلّى في فضاء العدالة محلقًا. كانت مواقفه السياسيّة والاجتماعيّة، وشعبيّته المتنامية بين الأوساط المضطهدة تمثل تحديًا صارخًا لتلك السلطة الديكتاتوريّة التي أرادت كسر إرادة الشعب، ولكنها وجدت في السيّد الغريفي صخرة صماء لا تنكسر.
الكشف عن الحقيقة ومكافحة التزييف:
جريمة اغتياله لم تكن إلا دليلًا صارخًا على فشل تلك السلطات ويأسها من إسكات صوت الحقّ. حاولوا تقديم الحادثة على أنّها مجرد حادث مروري، ولكن الحقيقة كانت أقوى من أن تُدفن تحت الأنقاض. فالتقرير الطبّي الذي كشف عن جرح عميق في الرأس ناجم عن طلقة ناريّة، كان كفيلًا بكشف الزيف والخداع، مؤكدًا أنّ شهادته لم تكن إلا اغتيالًا سياسيًا مدبرًا.
إيقاظ الوعي وإلهام الأجيال الجديدة:
على الرغم من محاولة طمس ذكرى السيّد الغريفي وتشويه سمعته، فإنّ صدى صوته ومبادئه لا تزال تضيء الدرب لأولئك الذين يسعون خلف الحريّة، وتبقى رمزًا للصمود والمقاومة. الاستشهاد لم يكن نهاية مسيرته، بل كان ولادة لفجر جديد في تاريخ النضال.
التراث الخالد: مشعل الأمل والتحرير
اليوم، نحمل الشعلة التي أوقدها الشهيد السيّد أحمد الغريفي، متسلحين بإيمان راسخ بأنّ الحقيقة دائمًا تنتصر على الباطل، وأنّ الفجر حتمًا يأتي بعد أطول الليالي ظلمة. في كلّ زاوية من زوايا وطننا، وفي قلب كلّ حرّ وحرّة، تبقى قصّة السيّد الغريفي نبراسًا يهدينا في الطريق نحو عالم يسوده العدل والمساواة.