في تاريخ الأوطان المعتم، يبرز نور الشهداء ليضيء درب الحريّة والكرامة، يروي ترابها بدمائهم الزكيّة، مخلّفين وراءهم قصصًا من التضحية ترتقي بالأجيال.
«علي العرب وأحمد الملالي» اسمان وُسِما بالبسالة في وجه الظلم والطغيان، وظلّا نبراسًا يهتدي به الراغبون في العدالة والحريّة.
– الشهيد علي محمد حكيم العرب
شاب كان يبلغ من العمر 25 سنة من منطقة بني جمرة، اعتُقل في الصباح الباكر من يوم الخميس 9 فبراير/ شباط 2017، بعد مداهمة عنيفة من قوّات النظام لمنزل بمنطقة باربار. اتهم بالمشاركة في هجوم على سجن جوّ المركزي وتحرير المعتقلين بمن فيهم «الشهيد القائد رضا الغسرة». وفي 31 يناير/ كانون الثاني 2018، صدر حكم الإعدام عليه، وأُيّدت العقوبة في مراحل التقاضي اللاحقة حتى تأكيد الحكم في 6 مايو/ أيّار 2019.
– الشهيد أحمد عيسى أحمد الملالي
كان شابًا يبلغ من العمر 24 سنة من البلاد القديم، تعرّض للاعتقال تحت ظروف مشابهة لعلي العرب، حيث اعتقل في المياه الإقليميّة أثناء محاولته الهروب إلى إيران في 9 فبراير/ شباط 2017. وجهت له تهمة محاولة قتل ضابط وحُكم عليه بالإعدام في 31 يناير/ كانون الثاني 2018، حكم تم تأكيده في الاستئناف والتمييز.
– الاستشهاد والوداع الأخير
تحت ظلال القهر والاستبداد الممارس من الطاغية «حمد الخليفة»، نُفذ حكم الإعدام الجائر بالرصاص في السابع والعشرين من يوليو/ تموز عام 2019، وذلك ضمن إجراءات أمنيّة مشدّدة تعكس قسوة السلطة وتعسّفها ضدّ «الشهيدين علي العرب وأحمد الملالي»
وفي لحظات الوداع الأخيرة، وفي صمت يكسوه الأسى، دفن الشهيدان «علي العرب وأحمد الملالي» صباح اليوم ذاته تحت إجراءات أمنيّة مشدّدة، وجرت مراسم الدفن في مقبرة المحرق، حيث سُمح فقط لوالدَي الشهيدين بحضور هذه اللحظات الأخيرة. تلك الوقفة الحزينة عكست عمق الألم الذي يعتصر قلوب الأسرتين، مع تأكيد للاحترام والتقدير الذي يكنّه المجتمع لتضحيات ابنيهما.
– شهيدا المقاومة، التحدي، والتضحية:
في ظلّ ظروف قاسية وتحت وطأة القهر، ظلّت روحا الشهيدين علي العرب وأحمد الملالي مفعمة بالثورة والبسالة، ملتزمين بدورهما كحرّاس للحريّة في مواجهة استبداد يطغى وسيوف تُسلّط. كان لديهما استعداد لا يلين للتضحية بنفسيهما في سبيل حماية الأرض وصون كرامة الشعب، لم ترهبهما مخاطر ولا دهاليز السجون؛ بل غدا في دمهما نبضٌ يحمل على الصمود والتحدي.
من خلال مواجهة الطغيان، تحوّلا إلى رمزَي التضحية والمقاومة، وسُطر اسماهما بأحرف من ضياء في تاريخ الكفاح من أجل العدالة والحريّة. أصبحا قصّة يرويها الزمان للأجيال القادمة عن كيفيّة التصدّي للظلم والتضحية بالذات في سبيل مستقبل أرفع للوطن، وكيف أنّ الدفاع عن الأرض والشرف ليس واجبًا فحسب بل شرفٌ يُعتزّ به.