عشيّة العاشر من محرّم الحرام نرفعُ أعظم العزاءَ والمواساة إلى صاحب العصر والزّمان المهديّ المنتظر «عجّل الله تعالى فرجه الشّريف»، وإلى المراجع العظام، وعموم الأمّة الإسلاميّة، ونخصّ العزاء إلى شعبنا الأبيّ في البحرين الذي يقدّم التزامه الثّابت والقويّ بشعار «مع الحسين أبدًا»، مجسّدًا على الأرض أعظمَ صور الوفاء والولاءِ للإمام الحسين «عليه السّلام» ونهضته المباركة من أجل الحقّ والكرامة، حيث يصرّ على ملء الحسينيّات والاحتشاد المهيب في مواكب العزاء، ورفع الرّايات والشّعارات الحسينيّة في كلّ السّاحات والمناطق، رافضًا الخضوع للإرهاب الخليفيّ ومحاولات التّحريف التي يداوم عليها الخليفيّون مع كلّ موسم عاشورائيّ، وبإدارة وزير الدّاخليّة الإرهابيّ الذي يتولّى تنفيذ أهمّ محطّات المشروع الخليفيّ في إبادة الوجود الدّيني والثّقافي لشعب البحرين الأصيل، حيث تمثّل عاشوراء البحرين العقبة الأكبر أمام هذا المشروع الخبيث، مع إصرار شعبنا الولائيّ على التمسُّك بهذه الذّكرى العظيمة وعدّها جزءًا أساسيًّا في هويّته ووجوده.
وفي ظلّ ذلك والتّطوّرات الجارية في المنطقة، نسجّل العناوين الآتية في هذا الموقف الأسبوعيّ:
1- إنّ تكرار السّياسات اليزيديّة الخليفيّة في مواجهةِ إحياء الشّعائر الحسينيّة في البحرين هو إثباتٌ آخر على عدوان الكيان الخليفيّ وعدائه الكامل للبحرين وشعبها الأصيل، ما يفضحُ أكاذيبَ الطّاغية حمد ووزير إرهابه المجرم حول احترام الحريّات الدّينيّة والحفاظ على التّعايش والسّلم الوطنيّ، لقد كانت المواقفُ الحسينيّة لشعبنا وشبابنا وخطبائنا الكربلائيّين الرّدَّ القويّ لتعريةِ الأكاذيب الفاضحة وإفشال الممارسات الخليفيّة المعادية لعاشوراء وقيم الإمام الحسين «عليه السّلام». إنّنا نتوجّه بأكبر الإجلال والإشادة بهذا العطاء الحسينيّ الكبير لشعبنا، والذي سيجدّد حضوره الأوسع في العاشر من المحرم وما بعده، ملبّيًا نداء النّصرةِ لعاشوراء ومبادئها العظيمة، ورافضًا للباطل والإجرام والمستكبرين في كلّ زمان ومكان.
2- لقد كرّس شعبُنا الحسينيّ في البحرين النّموذجَ الحيّ لعاشوراءِ منذ زمن طويل، غير مبال في ذلك بالسّيف الأمويّ الخليفيّ، ولا بالنّفاق والإغراء بالمال والدّنيا الفانية، ولا بالخدع والأضاليل التي يجسّدها يزيد البحرين الخليفيّ. ومن ذلك كانت نصرةُ شعبنا للمقاومةِ ومحورها الشّريف، والتزامه بدعم غزّة الإباء وتضامنه معها، وكان وقوفه الشّجاع في وجه المشروع الأمريكيّ- الصّهيونيّ، ومقاومة التّطبيع والعمالة للصّهاينة المجرمين، لتكون عاشوراء البحرين جبهةَ إسنادٍ معنويّة وميدانيّة وماليّة للمحور المقاوم المنصور بإذن الله تعالى. إنّ عاشوراء الحسين ستظلّ تدوّي مع هتافات «الموت لإسرائيل وأمريكا»، ولن يفلح الخليفيّون وأعوانهم في اختطاف هذا المنهج ولا إرغام الشّعب على خذلان حسين العصر والمقاومة الحسينيّة الممتدّة من اليمن إلى لبنان، مرورًا بإيران والعراق وفلسطين، وصولًا إلى كلّ الشّعوب الثّائرة من أجل العزّة والتحرّر من الطغيان والاحتلال.
3- في أجواء عاشوراء الحسين «عليه السّلام»، وانتصار الدّم على السّيف؛ ندعو أبناء شعبنا إلى المشاركة الواسعة في إحياء «يوم الأسير البحرانيّ» في 24 يوليو/ تموز، تأكيدًا لحقّ الأحبّة السّجناء وقادة الثْورة الرّهائن في نيل الحريّة الكاملة وغير المشروطة، وهي مناسبة أيضًا لتوسيع أعلى مستويات التّضامن والتّكافل مع الأحبة المفرَج عنهم، اجتماعيًّا ومعنويًّا وماديًّا. ونجدّد في هذا السّياق الدّعوة إلى بلورة مشروع وطنيّ واسع لتحريك ملف السّجناء السّياسيّين، وبموازاةِ الحقّ الأساسيّ في إقامةِ نظام دستوريّ عادل، وبما يُجهض المساعي الخليفيّة المستمرّة للتّلاعب بملف السّجناء والمساومة عليه بأبشع وسائل الانتقام والخداع.
4- شهدت ثلاثٌ من ساحات المواجهة بين جبهتَي الحقّ والباطل تطوّراتٌ لافتة تؤكّد الهويّة المشتركة التي تجمع بين أشرار جبهة الباطل والإجرام في المنطقة، فقد تزامنَ التّصعيد الصّهيونيّ المتجدّد بارتكاب المجازر والإبادة في غزّة والتي طالت خيم المهجّرين والمدارس والمشافي مع إقدام الكيان السّعوديّ الإرهابيّ على تنفيذ جريمة إعدامٍ جديدة بحقّ أبناء الحجاز المظلومين، وفي ظلّ صمت مريب من العالم. كما تقاطعَ ذلك مع تصعيد الكيان الخليفيّ لجرائمه ضدّ الشّعائر الحسينيّة، واستئناف إرهابه ضدّ الخطباء والمواطنين وبعض المهجّرين العائدين للوطن، وهو ما تكشّف مع ترقية جلاّد معروف إلى منصب «رئيس جهاز الاستخبارات». إنّ هذا الثّلاثيّ المجرم يمثّل بحقّ عنوانًا للحلف الشّرير الذي يرعاه الشّيطان الأمريكيّ، وإنّ التّصدّي له وإسقاطه أولويّة لا مناص منها في مشاريع التحرُّر والتّحرير في المنطقة.
5- نؤكّد أنّ اللّقاءات الرّسميّة الأخيرة بين ممثّلي الكيان الخليفيّ ومسؤولين في الجمهوريّة العراقيّة الرامية إلى إبرام تنسيق أمنيّ مصيرُها الفشل، فهي تهدف إلى مزيد من التّضييق على زيارة الأربعين، وتعقّب الزّوار والمهجّرين البحرانيّين، ولا سيّما مع العادة السّنويّة لقوى المعارضة في إقامة أنشطة موازية لذكرى الأربعين في كربلاء وبغداد. ونحن إذ نعبّر عن تقديرنا الكبير لمواقف الشّعب العراقيّ في التّضامن مع شعب البحرين ومطالبه العادلة؛ فإنّنا واثقون بأنّ الإخوة المسؤولين في العراق لن يستمعوا لترّهات الخليفيّين وأمنياتهم في ملاحقة المعارضين والنّاشطين في الخارج، وواثقون بأنّ عراق الحسين «عليه السّلام» لن يعيد سيرة الطّاغية صدام المقبور، ولن يقبل الضّيم والظّلم الذي يعانيه شعب البحرين بسبب إرهاب الخليفيّين واستبدادهم.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير