مع حلول شهر محرّم الحرام وذكرى عاشوراء الإمام الحسين بن علي «عليهما السّلام»؛ نتقدّمُ بخالصِ العزاءِ إلى عموم الأمّةِ الإسلاميّة، ولا سيّما المراجع العظام ووليّ أمر المسلمين آية الله العظمى السّيّد علي الخامنئي «دام ظلّه الشّريف»، ونخصّ بالعزاءِ والمواساة شعبنا الأبيّ في البحرين وعلمائه الرّساليّين الرّبانيين، وفي مقدّمتهم الفقيه القائد آية الله الشّيح عيسى قاسم «حفظه الله تعالى».
1- نستنكر كلّ الممارسات والسّياسات التي تمارسها الأنظمة والحكوماتُ لعرقلةِ إحياء ذكرى عاشوراء، ونعبّر عن استغرابنا من الإجراءات غير الحكيمة التي اتّخذتها الحكومة الكويتيّة لتقييد مظاهر الإحياء العاشورائيّ، كما نُبدي الخشية من استغلالِ الكيان الخليفيّ هذه الإجراءات للإمعانِ في محاربته شعائر عاشوراء، وملاحقة الإحياء في المواكب والحسينيّات، خصوصًا مع استمراره في مخطّطه الخبيث للاستحواذ على الموسم العاشورائيّ وتفريغه من قيمهِ الأساسيّة في مناهضة الظلم والتّصدّي للجور والانحراف، وذلك في سياق الانقضاض على هويّةِ شعبنا وأصالته الدّينيّة.
2- نشدّد على توظيف الإحياء العاشورائيّ على مستوى القضايا الكبرى للأمّة، وعلى رأسها قضيّة القدس وتحرير فلسطين ودعم المقاومة في غزّة ومحاور الإسناد الشّريفة. وقد أثبت شعبنا في البحرين تمسُّكه بهذه القضيّة، وثباته في كلّ السّاحات دون كلل أو ملل، وقدّم نموذجًا في المساندة والتّضامن على الرغم من الظّروف القاهرة التي يفرضها الكيانُ الخليفيّ المطبّع. ونشيد بهذا الخصوص بموقف «الجمعيّة البحرينيّة لمقاومة التّطبيع» في اعتصامها الأخير بالمنامة، الذي أكّد أنّ المقاطعة تمثّل جبهة إسناد شعبيّة للمقاومة الباسلة، وهو ما ندعو إلى تكريسه خلال هذا الموسم العظيم.
3- نؤكّد حقّ السّجناءِ السّياسيّين في إقامةِ الشّعائر الدّينيّة ونعبّر عن تضامننا الكامل مع السّجناء المحكوم عليهم بالإعدام في إضرابهم، وندعو شعبنا الوفيّ إلى استحضارِ مظلوميّتهم وصمودهم في أجواء الإحياء العاشورائيّ، وبكل السُّبل الممكنة. ويبقى الحقّ الأصيل هو الإفراج الفوريّ وغير المشروط عن كلّ السّجناء والقادة الرّهائن، فاستمرار الكيان الخليفيّ في التّلاعب بهذا الملفّ لن يُجدي نفعًا، وستبوء بالخيبةِ كلّ دعاياته الكاذبة ورهاناته على المماطلةِ وكسر إرادة السّجناء الأحرار.
4- نعبّر عن الاستهجان لما وَرَد في كلمة الطّاغية حمد خلال ترؤسه اجتماع الحكومة الخليفيّة يوم الإثنين 8 يوليو/ تموز الجاري حيث كرّر الأكاذيبَ المعتادة حول إنجاح موسم عاشوراء، ومزاعمه حول المواطنة والحفاظ على الهويّة التّاريخيّة والثّقافيّة للبحرين في مدينتَي المحرّق والمنامة. ونؤكّد أنّ هذا الطّاغية سبّبَ منذ عقود العبث بهويّة البلادِ وأشرفَ على برامج ومشاريع استهدفت محو التّاريخ الأصيل لشعبنا وفرض رواية الغزو الخليفيّ، ونرى فيما يُسمّى «خطّة تطوير المنطقة التاريخيّة لسوق المنامة» أنّها فصل آخر من فصول تخريب الهويّة العمرانيّة والدّيموغرافيّة للبحرين وشعبها الأصيل.
5- ننوّه إلى خطورةِ المشاركة في البرامج والأنشطة التي ينظّمها الكيانُ الخليفيّ ويرعاها خلال العطلة الصّيفيّة، وندعو أهلنا الكرام إلى مقاطعةِ هذه الأنشطة وعدم دفع فلذات الأبناء للمشاركةِ فيها أو الانتساب إليها بأيّ شكل من الأشكال، وخصوصًا ما يُسمّى «المعسكر الصّيفيّ للأكاديميّة الملكيّة للشّرطة»، والذي نرى فيه محاولة أخرى من الكيانِ لاختراق مجتمعنا المؤمن أمنيًّا وفكريًّا وسلوكيًّا. ونشير إلى أنّ هذا اللّون من الأنشطةِ المشبوهة يأتي بغرض كسر العزلةِ الشّعبيّة التي تحاصر الكيانَ الخليفيّ، والتسلُّل إلى بيئةِ المعارضة وإغراقها بثقافاتٍ مسمومة ترتكز على فكرة الولاء للطّاغية والقبول بنظام القبيلةِ والعبوديّة.
6- نجدّد التّحذير من المخطّطات الخفيّة التي يعدّها الحلفُ الأمريكيّ الصّهيونيّ انطلاقًا من البحرين، وننظر بمزيدٍ من الشّك إلى الاتّصالات والزّيارات المتزايدة بين الحكومة الخليفيّة والجيش الخليفيّ من جهةٍ والمسؤولين الأمريكيّين وخاصّة وزير الدفاع الأمريكيّ والسّفير الأمريكيّ من جهةٍ أخرى.
إنّنا نضعُ هذه العلاقات في إطار التّحالف الشّرير ضدّ المقاومة ومحورها الشّريف، وكذلك السّعي الخبيث للنّيل من شعبنا العزيز وشعوبنا الحرّة في المنطقة، ولا سيّما مع حلول عشرة الإمام الحسين بن علي «عليه السلام»، حيث التدخّل الأميركيّ الإمبرياليّ على الأنظمة العميلة، ودفعها نحو المزيد من ممارسة الضّغوط السّياسيّة على الشعب وقواه الحيّة، وهو ما انعكس في تجدُّد السّلوك الخليفيّ بالتّضييق على إحياء الشّعائر الحسينيّة، ومنع رواديد وخطباء من السّفر للمشاركةِ في إحياء الذّكرى في الخارج.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 8 يوليو/ تموز 2024