عمل ما بين 1960 حتى 1965 في دائرة الهجرة والجوازات، ولكن شغفه بالحريّة والعدل دفعه لتأسيس الحزب الناصري في العام 1962 وقيادة انتفاضة 1965، الأمر الذي أوصله إلى زنازين السلطات الاستعماريّة. تلك الإقامة القسريّة في السجن لم تكن سوى فصل من فصول نضاله المستمر.
بعد الإفراج عنه، تنقّل بين عدّة وظائف ولكن اهتمامه بقضايا العمال وتنظيم الإضرابات الاحتجاجيّة لتحسين ظروف العمل أظهر جزءًا آخر من القائد يوسف بونفور. في العام 1971 شارك في تأسيس اللجنة التأسيسيّة لاتحاد عمّال البحرين، ما زاد من أعبائه التي كان يحملها على عاتقه.
ولأنّ النضال يتطلّب تضحيات كبرى، كانت نهاية محمد يوسف بونفور مأساويّة، ولكنّها لم تكن سوى بداية لإلهام أجيال تلته. خلّف وراءه ثلاث بنات وزوجة، ولكن الأهمّ من ذلك، خلّف إرثًا من المقاومة والإصرار يُحكى به إلى اليوم.
خاتمة
رحل محمد يوسف بونفور، ولكن قصّته لم ترحل، فما زال صدى كلماته وأفعاله يتردّد في أروقة النضال الوطني. يُذكر بونفور ليس فقط كمناضل وإنّما كرمز للإرادة والتضحية من أجل الحق. في النهاية، تعلّمنا من محمد يوسف بونفور أنّ الحياة قد تكون قصيرة، لكن الأثر الذي نتركه خلفنا يمكن أن يكون خالدًا.