1- مع اقتراب موسم عاشوراء؛ نجدّد مع شعبنا العزيز الالتزامَ بالقيم الكبرى لثورة الإمام الحسين «ع»، وتأكيد البراءة من الظّلم والظّالمين، ونصرة الحقّ والمقاومة الشّريفة ومناصرتهما، مع التّشديد على إحياء هذا الموسم تحت الشّعار المركزيّ «مع الحسين أبدًا»، والتّصدّي للمشروع الخليفيّ الرّامي للاستحواذ على هذا الموسم العظيم وتشويه قيمه ودروسه السّامية، مع التّنويه إلى توسيع الأداء الرّساليّ للمؤسّسات الحسينيّة، وعلى رأسها المآتم ومواكب العزاء، والتمرُّد الحكيم على القرارات الخليفيّة الخطرة التي تهدفُ إلى تطويع هذه المؤسّسات وتفريغها من محتواها الشّرعيّ والعاشورائيّ الحقيقيّ.
2- نشير إلى موجةِ القمع والتّرهيب التي استأنفها الكيانُ الخليفيّ في الآونة الأخيرة، بما في ذلك المحاكمات والاعتقالات السّياسيّة واختطاف مهجّرين عائدين إلى الوطن، في ظلّ تزايد الانتقام الممنهج من السّجناء السّياسيّين والقادة الرّهائن، مع إشاعة أجواء جديدة من إرهاب الأصوات المطالبة بتبييض السّجون، ومحاكمة المتّهمين بالقتل والتّعذيب، وهو ما طالَ بعض «نوّاب» البرلمان الخليفيّ نفسه الذين هُدّدوا بسحب عضويّتهم في حال المطالبة بالإفراج عن السّجناء، ما يؤشّر على الطّبيعة الإجراميّة لهذا الكيان غير الشّرعيّ، وكذلك خشيته الحقيقيّة من تجدُّد الحراك الشّعبيّ المعارض، ومن بوابةِ الحراك الدّاعي لتحرير السّجناء دون قيد أو شرط، وملاحقة الجلاّدين والقتلة.
3- نعبّر عن تلبيّتنا لنداء الفقيه القائد آية الله الشّيخ عيسى قاسم «حفظه الله تعالى» بضرورةِ الوقوف إلى جانب السّجناء المحرَّرين وعوائلهم، وتفعيل كلّ الإمكانات والقدرات في سبيل تحقيق التّكافل الاجتماعيّ الإيمانيّ مع الشّرفاء المفرَج عنهم من سجون الطّاغية، واعتبار ذلك واجبًا شرعيًّا ووطنيًّا أساسيًّا على كلّ قوى المجتمع وفعّاليّاته الأهليّة والدّينيّة والاجتماعيّة، تعبيرًا عن الوفاء لتضحيات هؤلاء الأعزّة الأحرار ودفاعهم عن مظلوميّة الشّعب وكرامته وحقوقه.
4- نستهجن الأكاذيبَ الفاضحة التي روّجتها المؤسّساتُ التّابعة للكيان الخليفيّ التي تتستّر تحت عنوان «حقوق الإنسان» و«التّحقيق في الشّكاوى»، حيث روّجت هذه المؤسّسات – بمناسبة اليوم العالميّ لمناهضة التّعذيب – منجزات كاذبة ومخادعة بعدم وجود تعذيب داخل السّجون، والالتزام بالاتّفاقات الدّوليّة بهذا الخصوص. ونؤكد أنّ استمرار وجوه الشّر والقتل في الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة، والاحتفاء المتكرّر بمن تلطّخت أيديهم بدماء هذا الشّعب هو دليل كاف على خواء هذه الادّعاءات التي لا تصدّقها أيضًا المنظماتُ التي تحتفظ بآلافٍ من التّقارير الموثّقة حول جرائم الخليفيّين داخل السّجون وخارجها، كما نستذكر – وفي أجواء ذكرى الشّهيد سعيد الإسكافي في السّادس من يوليو/ تموز – أنّ هذه الجرائم تورّط فيها الخليفيّون أنفسهم، وما يفعله الطّاغية حمد اليوم هو استمرار لما دأبت عليه قبيلته الغازية من تعذيبٍ وقتل وحرمان وغطرسة، بما في ذلك اعتقال القيادات الوطنيّة وحرمانهم أبسط الحقوق في الرّعاية الصّحيّة، وتعريضهم لظروفٍ قاسية شبيهة بالموت البطيء.
5- يواصل الكيانُ السّعوديّ المجرم مسلسل الإعدامات بحقّ المواطنين الأبرياء من أبناء الحجاز، وخصوصًا المعتقلين من أهلنا في المنطقة الشّرقيّة الذين جرى استهدافهم منذ العام ٢٠١١م بالتّعذيب وأحكام الإعدام غير القانونيّة.
إنّنا إذ ندين هذا الإجرام السّعوديّ نضعُ ذلك في إطار استغلال آل سعود الأوضاع الرّاهنة في المنطقة، وتداعيات «طوفان الأقصى»؛ للإمعان في تنفيذ أحكام الإعدام، والإيغال في سفك الدّماء البريئة، جنبًا إلى جنب التّغطية على التّطبيع مع الكيان الصّهيونيّ من جهة، ومن جهةٍ أخرى المضي في إفساد المجتمع وتخريب هويّة الأجيال الجديدة من خلال مواسم الرّذيلة والانحلال التي تعمّ بلاد الحرمين الشّريفين تحت حكم المجرم محمد بن سلمان. كلّ ذلك يدعو شعوبنا الحرّة، ولا سيّما أبناء الأمّة الإسلاميّة، إلى إعلاء الرّفض والإنكار في وجه هذا الكيان الدّمويّ المنحلّ واعتباره خائنا للأمّة وقيمها وكرامتها.
المجلس السّياسيّ – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 1 يوليو/ تموز 2024م
البحرين المحتلّة