في عمق الذاكرة الوطنيّة، تُسجَّل حكايات الشهداء بمداد من نور، تخلّد ذكراهم وتعانق أرواحهم السماء، مؤكّدة الإرادة الصلبة وقيم العدالة والحريّة. وفي هذا السياق، تبرز قصة الشهيدة «فخريّة مسلم أحمد حسن»، التي رحلت في ظروفٍ غامضة ومؤلمة، لتصبح رمزًا للثورة والتضحية في وجه الظلم والطغيان.
– الحياة والرحيل
ولدت الشهيدة فخريّة في سترة – الخارجيّة، ورحلت عن عالمنا في 30 يونيو/ حزيران 2016، عن عمر ناهز 42 عامًا، تاركةً وراءها قصّة استشهاد تثير الأسئلة وتدعو إلى التأمّل. صبيحة ذلك اليوم، كانت شوارع المنطقة تشهد انتشارًا واسعًا لقوّات الأمن تزامنًا مع زيارة أحد كبار شخصيّات النظام الخليفيّ. وفي تلك الأجواء المشحونة، لقيت حياة فخرية منعطفًا مأساويًّا أثناء قيادتها لسيارتها.
– اللحظات الأخيرة والاستشهاد
وصفت الرواية الرسميّة للأحداث الأليمة التي تعرّضت لها الشهيدة بأنّها نتيجة انفجار غامض، لكنّ الوقائع وشهود العيان رووا قصّة مغايرة.
آثار الرصاص على سيارتها كانت شاهدًا على عنف لم يستثنِ حتى الأبرياء. وفقًا لعدّة شهود وتقارير، فإنّ سبب استشهادها يحمل بصمات النظام وهو من يتحمّل المسؤوليّة المباشرة أو غير المباشرة.
– السعي وراء العدالة
ظروف استشهاد فخريّة تظلّ محور تساؤلات عدّة، وقد اتجهت أصابع الاتهام نحو «حمد الخليفة»، مشيرة إلى مسؤوليّته عن استشهاد الشهيدة. الدعوات المستمرّة إلى كشف الحقيقة حول هذه الحادثة المؤلمة تعكس رغبة عميقة في الوصول إلى العدالة ومحاسبة المسؤولين عن فعلتهم أمام العدالة. هذه الحادثة لم تؤدِّ فقط إلى فقدان حياة فخريّة، بل زادت من مطالبات الشعب بضرورة محاسبة «حمد الخليفة»، ورفع التغاضي عن الأفعال التي تؤدي إلى مثل هذه الخسائر المأساويّة في الأرواح.
-خاتمة: رمزيّة الشهيدة فخريّة
قصّة «الشهيدة فخريّة مسلم أحمد حسن» تبقى شاهدةً على الظلم والاضطهاد، مؤكدةً ضرورة النضال من أجل الحقيقة والعدالة. تمثّل فخريّة رمزًا للمرأة البحرانيّة الصامدة التي ضحّت بحياتها في سبيل مبادئها وقيمها، تاركة إرثًا من الشجاعة والتضحية يُلهم أجيالًا ويحثّهم على مواصلة السعي وراء العدالة والحريّة.