يتجدّد اليوم، في ذكرى استشهاد الشهيد القائد الميدانيّ «حسين عبد الله عبد الكريم»، الإحساس بالألم والفقد، ولكن أيضًا الشعور بالفخر والعزّة؛ فالشهيد واحد من رموز المقاومة وأيقونة من أيقونات التضحية في سبيل الحقّ والعدالة.
ولد حسين عبد الكريم في منطقة سار وعاش فيها طيلة حياته؛ كان يبلغ من العمر 35 عامًا عندما استُشهد مساء يوم الثلاثاء 25 يونيو/ حزيران 2013. الاستشهاد لم يكن إلّا تأكيدًا لمدى التزامه بقضيّته، تاركًا وراءه حكاية جهاد وصمود.
عكست طريقة استشهاده الصورة القاتمة للأساليب الإرهابيّة الدمويّة التي ينتهجها العدوّ الخليفيّ ضدّ القيادات الميدانيّة والشباب الثوريّ في سلسلة من العمليّات الإجراميّة التي لم تقتصر على التصفيات الجسديّة فحسب بل امتدّت لتشمل أشكالًا متعدّدة من الاستهدافات.
في هذه الذكرى الأليمة، يعود بنا الزمن إلى تلك اللحظات التي تحوّلت فيها حياة الشهيد حسين رمزًا للتضحية والإخلاص للمبادئ التي آمن بها. نتذكّره ونحن نعي تمامًا قيمة الحريّة والدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة.
إنّ ذكرى الشهيد تدفعنا للتفكير في معاني البطولة والفداء، فرغم مرور السنوات، لا تزال قصّته تحثّ الأجيال على الاستمرار بالنضال من أجل الحقّ والعدالة. يذكّرنا بأنّ التاريخ لا ينسى أولئك الذين يضحّون بكلّ شيء من أجل مبادئهم وأهدافهم النبيلة.
فلتبقَ ذكرى الشهيد «حسين عبد الله عبد الكريم» دائمًا شعلة لا تنطفئ، تضيء درب الساعين نحو الحرية، ومنارة للأجيال الجديدة التي تسير على نهج الشهداء، مُلهمة إيّاهم بأنّ طريق الحقّ والعدالة، مهما طال، سيؤدّي في نهايته إلى النصر والكرامة.