ما أشرنا إليه في الموقف الأسبوعيّ الأخير، وفي سلسلةِ المواقف الفائتة، حول مروحة اللّقاءات والاجتماعات الأمريكيّة العسكريّة مع الكيان الخليفيّ في البحرين؛ أكّد ما كنّا نكرّره بشأن التّحضيرات الأمريكيّة المستمرّة لتهيئةِ مسرح اللّقاء السّري على أرض البحرين، والذي جَمَع في الأيام الماضية العملاءَ الخونة من بعضِ قادة الجيوش العربيّة بحضور رئيس أركان العدو الصّهيونيّ، وفي مقرّ الأسطول الأمريكيّ الخامس في المنامة، وقد أكّدنا أنّ ذلك يُرسّخ انخراط الخليفيّين في الحلف الأمريكيّ الصّهيونيّ المجرم، والتّخطيط لارتكاب المزيد من الجرائم الإرهابيّة بحق شعب فلسطين وشعوب المنطقة.
وفي الوقت الذي لم نُفاجأ بهذا المشهد الأسود؛ فإنّه أكّد ما هو واضح وثابتٌ: أنّ الكيان الخليفيّ المجرم ليس فقط منسلخًا من قيم العروبةِ والإنسانيّة والأخلاق تجاه شعب عربيّ مسلم يتعرّض لإبادةٍ غير مسبوقة في غزّة؛ بل هو أيضًا كيان عميلٌ وغارقٌ في الخيانة، ولا يتردّد في القيام بأسوأ الأدوار القذرة إرضاء لأسياده الأمريكيّين، وتقديم الخدمات المفتوحة للصّهاينة المجرمين ودعم عدوانهم في فلسطين وغزّة ودول المنطقة.
ولذلك، فإنّنا نجدّد موقفنا بعدّ الطّاغية حمد شريكًا حقيقيًّا في قتل شعبنا في غزّة وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن، مثلما هو المسؤول الأوّل عن قتله شعبنا في البحرين وارتكاب الجرائم بحقّه. ويتّصل ذلك باعتقادنا بأنّ كيانَ آل خليفة يستعصي على الصّلاح والإصلاح، وأنّ المشكلة معه لا تقفُ عند حدودِ جرائمه داخل البلاد، واستبداده وفساده وإبادته لهويّةِ شعب البحرين ووجوده الدّينيّ والثقافيّ، بل تجاوزت ذلك مع انطباق كلّ أوصاف العمالةِ والخيانة على هذا الكيان غير الشّرعيّ، وتحوّله إلى جزءٍ لا يتجزأ من المشروع العدوانيّ الأمريكيّ- الصّهيونيّ على المنطقة.
وتبعًا لذلك، نؤكّد أنّه لا أمان ولا سلام مع هذا الكيان وطاغيته المجرم، ولا مناص لشعبنا في البحرين إلّا العمل على استئصاله والتخلُّص من عاره الكبير. وندعو الجميع إلى إعادةِ قراءة الواقع الرّاهن بناء على هذه المعطيات، وعدم فصل مسار التّصعيد الأمنيّ الأخير تجاه الحراك السّلمي لشعبنا عمّا يجري على هذا الصّعيد، بما في ذلك المناورة المكشوفة في مغازلةِ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، والإفراجات المقيّدة. فكلّ ذلك غير بعيد عن تأمين الأجواء المناسبة لتنفيذ قرارات اللّقاء الأسود لقادة جيوش العدوان، وأنّ الكيان المحتلّ لأرضنا البحرين ليس سوى أداة رخيصة في مشروع الاستكبار العالميّ الشّيطانيّ.
وأخيرًا، وفي أجواء أيّام الحجّ العظيمة، ومسيرات البراءة من المشركين والطّواغيت؛ ندعو شعبنا العزيز والشّجاع والوفيّ إلى أن يعلنها صرخة مدوّية بالبراءةِ المطلقة من عمالة الطّاغية حمد وكيانه المجرم بعد خيانتهما العظمى لقيم شعبنا وشعوب أمّتنا، وأن يكون شعار «براءة منك يا حمد» عنوانًا على رفض هذه الخيانة، وتأكيدًا لخيار المضيّ على طريق التحرّر من هذا الكيان العميل.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة ١٤ فبراير
السبت 15 يونيو/ حزيران 2024م