في مثل هذا اليوم 13 يونيو/ حزيران من العام 2011، تحلّ الذكرى الثالثة عشرة لاعتقال عدد من أعضاء الكادر الطبيّ في البحرين، وذلك في لحظة تاريخيّة مأساويّة تعكس مدى تجاوزات الكيان الخليفيّ على المبادئ الإنسانيّة والأخلاق الطبيّة.
ذلك اليوم استهدف النظام الخليفيّ هؤلاء المهنيّين الطبيّين بتهم كيديّة ملفّقة؛ وقفوا إلى جانب أبناء شعبهم الذين كانوا ما بين شهيد وجريح جرّاء قمع أجهزته البوليسيّة، وأدّوا واجبهم الإنسانيّ والطبّي بكلّ شجاعة وتفاني خلال الأحداث التي شهدتها البلاد ابتداءً من مارس 2011، حيث وضع هذا النظام القسم الطبي ومبدأ الحياد الطبي تحت قدميه، متجاهلًا كلّ القواعد الأخلاقيّة والواجبات الإنسانيّة التي يتضمّنها.
لقد تعرّض الكادر الطبي من أطبّاء وممرّضين ليس فقط للتنكيل والتعذيب وسوء المعاملة خلال الاحتجاز، بل واصل النظام انتقامه منهم حتى بعد الإفراج عنهم، حيث فصلهم من مناصبهم انتقامًا من مواقفهم، بخطوة كانت خرقًا فاضحًا لحقوقهم الإنسانيّة ومبادئ العدالة.
الأعوام الثلاثة عشر التي مرّت تُظهر مدى الظلم المستمرّ، وعدم محاسبة الجناة على الجرائم التي ارتكبت بحقّ الكادر الطبّي. هذه الذكرى لا تحمل فقط الحزن والألم على ما حدث، ولكنّها تطرح أيضًا تساؤلات جادّة حول العدالة المؤجّلة والحقوق المسلوبة.
سيأتي اليوم الذي سيطاح بالطاغية حمد، وفي ذلك الحين سيعمل الشعب على استرداد الحقوق لمستحقّيها وتقديم كلّ المشاركين في تلك الانتهاكات للعدالة. إلى أن يحين هذا الوقت، تستمرّ المعركة من أجل حصول العدالة وصيانة الكرامة الإنسانيّة، إذ لا يمكن تحقيق السلام دون العدالة، ولا يمكن الوصول إلى سكينة دون الالتزام بحقوق الإنسان ومسؤوليّات الرعاية الصحيّة.