فلسطين، منذ احتلالها، كانت الحدّ الفاصل بين إرادة الشعب البحرانيّ وقرارات نظام آل خليفة الذي كان يستظلّ في ظلّ سيّده البريطانيّ الذي استقدم الصهاينة إليها، محاولًا إرضاءه ومن بعده الأمريكيّ، حتى وصل في العام 2020 إلى إعلان التطبيع مع عدوّ الأمّة «الكيان الصهيونيّ المؤقّت» بما سمي «اتفاقات إبراهام» لتكون صكّ بيعه للقضيّة الفلسطينيّة بأبخس الأثمان.
تجدّد نبض ثورة شعب البحرين التي كانت قد انطلقت في فبراير عام 2011، مع توقيع النظام الخليفيّ على هذه الاتفاقات، فاشتعل الشارع في أرجاء البلاد، ورفعت أعلام فلسطين على أسطح المنازل، وعلت الأصوات من الحناجر مجدّدة للعهد مع الفلسطينيّين على وحدة المصير والتمسّك بالقضيّة الأسمى حتى تحرير آخر حبّة من تراب فلسطين.
لم يكن الشعب بحاجة إلى إثبات عروبته وإخلاصه للقدس الشريف، على عكس النظام الخليفيّ الذي كان طيلة هذه السنوات يحيك الدسائس مقدّما فروض الطاعة لأسياده مرّة خفية ومرّة علنًا على حساب القضيّة، فلم يكن مستغربًا أن يمحي من سجلّ بطولات أبنائه اسم «مزاحم الشتر» الذي قضّ مضجعه طيلة 42 عامًا.
في 12 يونيو/ حزيران عام 1982 ارتقى ابن البحرين «الشهيد مزاحم الشتر» الذي كان قد التحق بصفوف المقاومة الفلسطينيّة ضدّ الكيان الصّهيونيّ، إيمانًا منه بقضيّة فلسطين، ومتسلّحًا بروح وطنيّة بعيدًا من الطائفيّة البغيضة التي يدأب الخليفيّ على تذكيتها.
ممتشقًا سلاح الـ« آر بي جي»، مثقلًا بجراحه، ارتقى الشهيد الشتر، فاحتضنته أرض جنوب لبنان ليمتزج دمه بدماء شهدائه وشهداء فلسطين، وتكون له المثوى الأخير بعد أن رفض النظام الخليفيّ استرجاع جثمانه ودفنه في أرض الوطن.
في الذكرى السنويّة الثانية والأربعين للشهيد الشتر يستذكر شعب البحرين معه عددًا من الشهداء الذين ارتقوا نصرة لفلسطين وشعبها، ويؤكّد رفضه كلّ أشكال التطبيع مع الصهاينة، ومواصلة مسيرة النضال بوجه «آل خليفة» المطبّعين الذين يرقصون على جراح الفلسطينيّين ويخذلون أهل غزّة بوقوفهم إلى جانب حليفهم «الكيان الصهيونيّ».