جابر العلويات» اسم يتجلّى رمزًا للإقدام والتضحية في مسيرة النضال من أجل العدالة والحريّة. لا تزال ذكرى خطابه الناريّ في ميدان الشهداء (اللؤلؤة) حاضرة في الأذهان، حين وجّه العلويات رسالة قويّة إلى الجماهير الثوريّة، حاثًّا إيّاها على الثبات والجهاد في سبيل استرداد الحقوق المغتصبة ومواصلة المسار الذي رسمه شهداء الثورة الأبرار.
متسّلحًا بصورة «الشهيد علي المؤمن»، أكّد العلويات أهميّة السعي نحو الكرامة، وأنّ الخوف من الموت لن يردع الطغاة، قائلاً: «لسنا نخاف الموت إن وقع علينا أم وقعنا عليه، وسنقتحم الموت ولن يريبنا حمد».
في الثامن عشر من فبراير/ شباط من العام 2011، قاد الشهيد العلويات مسيرة حاشدة خارجة من الديه متوجّهة إلى دوار الشهداء، تخليدًا لذكرى «الشهيد علي عبد الهادي مشيمع». تلك اللحظات التي شهدت أوّل تدخّل مباشر من القوّات الخليفيّة لقمع المدنيّين المسالمين، والذي استخدمت خلاله الأسلحة الناريّة في مواجهة صادمة للأبرياء من مسافة أمتار قليلة.
تعرّض عدد كبير من الثوّار، الذين كانوا يحدوهم الأمل في العودة إلى الدوّار، لإصابات خطرة بهذه الهجمة الوحشيّة؛ وكان من بينهم «الشهيد عبد الرضا بوحميد» الذي أصيب إصابة مباشرة برصاصة قاتلة.
تزامنًا مع ذلك، تعرّض الشهيد العلويات لاعتداء وحشيّ داخل منزله تحت أنظار أسرته، حيث اعتدى عليه ضبّاط من الداخليّة، وعلى الرغم من هذه المعاناة، لم يهن عزمه على مواصلة النضال من أجل الحقوق العادلة.
في الأوّل من مايو/ أيّار عام 2011، اعتقلت قوّات النظام الخليفي الشهيد، حيث خُفي قسرًا لمدّة 20 يومًا. وعندما سُمح أخيرًا لعائلته بزيارته، بدت آثار التعذيب المروعة عليه، فقد كانت تغطي وجهه الكدمات وثمّة تضخم بجمجمته، فيما كشف احتضان الأم لابنها مدى الألم الذي كتمه.
تتويجًا لمشواره النضالي، استشهد «جابر العلويات» في منزله تحت رعاية أمه بعد يومين من خروجه من السجن، مودعًا الحياة في سجدة الصبح بتاريخ 12 يونيو/ حزيران 2011، مؤكدًا تفانيه ووفاءه لعهده مع الشعب وثورته بكلماته التي ارتقت إلى وصية خالدة.