لا تزال ثورة البحرين مستمرّة، وفي زخمها نحيي ذكرى الفارس الشهيد المعتقل السياسيّ «حسين عيسى أحمد بركات» الذي ارتقى إثر مضاعفات إصابته بفيروس كورونا وسط ظلم سجون آل خليفة، تحديدًا سجن جو المركزي، القسم 12، إضافة إلى إهمال علاجه.
الأدلّة تشير إلى إجحاف منظّم، حيث تُرك بركات للموت محرومًا من الرعاية الصحيّة الأساسيّة، لتُقدم روحه النقية كشهادة جديدة على جرائم آل خليفة، صباح الأربعاء 9 يونيو/ حزيران 2021، مختتمًا حياته كدليل ملموس على تلك الجرائم.
منذ صغره، كان «حسين بركات» يقف كدرع صلب ضدّ ظلم آل خليفة واستبدادهم، مبتدئًا ثورته في زمان انتفاضة الكرامة في التسعينيّات ولم يرفّ له جفن؛ على الرغم من سنين الأسر التي ابتدأت في 2015، بقيت روحه الثائرة متوهجة.
أثبت جلدًا على مدار أكثر من 25 عامًا في طريق النضال المليء بالتحديات، ليُتوّج مسيرته بالشهادة، شهادة تخلّد.
في مثل هذا اليوم، نبتهل بتقدير وإكبار لذكرى «الشهيد حسين بركات»، منوّهين إلى الأحوال المزرية للسجون تحت إدارة النظام الخليفيّ، التي باتت مراكز للموت البطيء لعدد لا يحصى من المعتقلين الذين لا يزالون يعانون فيها، وسط استمرار تعرّضهم لانتهاكات جسيمة ضد إنسانيّتهم.
نجدّد العزاء لأنفسنا ولذوي الشهيد ومحبّيه وأصدقائه في ذكرى ارتقائه، ونواسي كلّ قلب ثوريّ خسر لهيبه في معركته ضدّ الاستبداد، فاستشهاد بركات يقرع طبول الحريّة ويضيء لنا الطريق إلى العدالة، ويجدّد أملنا في يوم تتحرّر فيه القيود، وتسود فيه السلام والعزّة في كلّ أنحاء الوطن.