مرور خمس وثلاثين سنة على رحيل مفجّر الثورة الإسلاميّة «الإمام روح الله الخمينيّ»، لم يفتّ في عضد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، فهي لا تزال بالصمود نفسه الذي رسّخه سماحته كأساس لقوّة الدولة التي أقامها لتكون الحاضنة الكبرى لمقاومة الشرّ في المنطقة، على الرغم من كلّ ما واجهته من صعوبات وتحدّيات ومؤامرات دوليّة، ذلك أنّها في ظلّ قيادة رشيدة حكيمة متمثّلة في خليفة الإمام وليّ أمر المسلمين السّيّد القائد علي الخامنئي، ومن خلفها شعب يؤمن بمادئه.
على صعيد المنطقة العربيّة، يشهد اليوم العالم أجمع معركة من أشدّ المعارك فيها، والتي كان الإمام الراحل يستشرفها، تتجلّى فيها أسمى صور البطولة والتضحية، انطلقت من غزّة الإباء في فلسطين المحتلّة لتتمدّد إلى كلّ ساحات محور المقاومة التي توحّدت أمام عدوّ الأمّة «الكيان الصهيونيّ المؤقّت» المدعوم من دول الاستكبار، وأعجزته أمام ضرباتها ومفاجآتها التي تصدمه ومن يقف وراءه، فاليوم انقلبت الآية وبات من يوجّه الضربات يتلقّاها مهزومًا، وبدأت معه أركان كيانه بالاهتزاز، وبشائر هزيمته تلوح في الأفق القريب.
وفي البحرين، تُعدّ ذكرى رحيل مفجّر الثورة محطّة لضخّ الدماء وتجديد العهد مع سماحته على الاستمرار بالثورة في وجه الطغيان، ورفض الذلّ والهوان، وإعلان الولاء للإسلام المحمّدي الأصيل، ومواصلة الدرب دفاعًا عن الدين والعقيدة وكرامة الإنسان التي يعمل النظام الخليفيّ وأسياده على محاولة نزعها برهان خاسر، وها هو اليوم الشعب البحرانيّ يواصل ثورته التي فجّرها في العام 2011، مقتديًا بالإمام الرّاحل في رفض الظّلم والظالمين، والتمسّك بقضيّة الأمّة الأولى «فلسطين»، ومقارعة أعداء الدين والأمّة، مبديًا استعداده بالتضحية مهما بلغت في سبيل ذلك ما لزم الأمر حتى تحقيق النصر الموعود.