في ذكرى العروج الإلهيّ للإمام الخمينيّ العظيم «قدّه»؛ نؤكّد المضيّ والثّبات على المنهج الولائيّ والثّوريّ الذي ألهمه الإمامُ الرّاحلُ لكلّ الشّعوب المستضعفة في العالم، ونجدّد ثقفتنا الكبيرة بقيادةِ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، وعلى رأسها خليفة الإمام وتلميذه النّجيب القريب وليّ أمر المسلمين السّيّد القائد علي الخامنئي «دام ظلّه الشّريف»، مجدّدين الانتماء للمحورِ المُظفّر الذي ثبّته الإمامُ الرّاحل بشعار «لا شرقيّة ولا غربيّة»، وبموقفِ النّصرةِ والانتصار لكلّ المظلومين والمستضعفين، وبتجديده حلم تحرير كلّ حبّةٍ من أرض فلسطين وتحويل القدس إلى يومٍ ومكانٍ عالميّ لا ينقضي ولا ينتهي حتّى زوال الكيانِ الصّهيونيّ المجرم من الوجود.
وأمام هذه الذّكرى الخامسة والثّلاثين لرحيل الإمام العظيم؛ ندعو إلى وقفةٍ عند بعض دروسِ ثورته المباركة:
1- إنّ عروشَ الطّغاةِ، ومهما تسلّحت بالإرهابِ والعنجهيّة والاحتماءِ بالقوى الكبرى؛ فإنّها ستسقطُ وتزولُ حتمًا بوجودِ جهادٍ صادقٍ، وجماهير مضحيّةٍ تحت راية قيادةٍ شجاعةٍ مؤمنة، لا تخشى أحدًا إلّا الله تعالى، وتتحلّى بالبصيرةِ الثّاقبة، والإخلاصِ والتّقوى، والعملِ الدّؤوب الذي لا يُصيبه يأسٌ ولا يخضعُ للأراجيفِ والأضاليل.
2- لقد نجحت الثّورةُ الإسلاميّة – بقيادةِ الإمام الرّاحل – في مواجهة أشدّ التّحديّات وأخطر المؤامرات منذ أشهرها الأولى؛ لأنّها تمسّكت بأهدافها وقيمها العُليا، وما بدّلت تبديلًا، وعملت ليلَ نهار من أجل توفير الحمايةِ والرّعاية لهذه القيم، حتّى أصبحت راسخةً عبر الأجيالِ المتعاقبة، شرقًا وغربًا، لا تهزّها حوادثُ الأزمانِ ولا مخطّطاتُ الأعداء والمنافقين.
5- لقد انتصرَ شعبُنا في البحرينِ لثورةِ الإمام الرّاحل، وابتهجَ – بكلّ فئاته وانتماءاته – بنجاحها وانتصارها على طغيانِ الشّاه المجرم، ويشهد التّاريخُ لهذا الشّعب بأنّه كان مُبْكِرًا في الإيمانِ بثورةِ الإمام والدّفاع عنها، وتحمّلَ المِحنَ والعذابات بسبب ذلك. وهو إلى اليوم ثابتٌ على هذا الخيار والاختيار الحقّ، ولن يحيدَ عنه، لأنّه يؤمنُ بأنّ خطَّ الإمام «قدّه» هو خلاصةُ سيرةِ الأنبياء والمصلحين والمجاهدين والأحرار في تاريخ الإنسان، وفيه الخلاصُ الأكيد من الظّلم والظّالمين، وبه تتحقّقُ أعظمُ وأكرمُ أماني البشر والمؤمنين في الحريّةِ والكرامةِ والعدالة.
الثلاثاء ٤ يونيو/ حزيران ٢٠٢٤م