وعلى ضوء ذلك؛ نسجّل في هذا الموقف الأسبوعيّ رؤيتنا للمشهد من خلال العناوين الآتية:
1- نحيّي صمودَ الرّموز والأبطال الأحرار في سجون الكيانِ الخليفيّ، ونؤكّد أنّ حراكهم واعتصامهم المتواصل تحت شعار «الحقّ يؤخذ» هو عاملٌ أساسيّ في تهشيم الجبروت الخليفيّ وإفشال ترهيبه وابتزازه للأسرى وعوائلهم وجماهير الثّورة، ونضعُ هذا المتغيّر على رأس المعطيات في قراءةِ الحدث الدّاخليّ وتحديد الرّؤية والبرامج المناسبة في التّعاطي معه. ونجدّد الدّعوة إلى احتضان حراك السّجناء الأحرار، ومواصلة كشف الانتهاكات التي يتعرّضون لها، مع تنويع دائرة التّضامن مع قضيّتهم الإنسانيّة وتأكيد جوهر الحراك الجديد الذي يصرّ على الإفراج الفوريّ عن كلّ السّجناء الرّهائن ودون قيدٍ أو شرط.
٢- جاءت انعطافة الكيانِ الخليفيّ الفجّة تجاه إيران ومغازلتها في ظلّ وقائع ثلاث يحاول الخليفيّون إخفاءها والتّضليل عليها، الأولى: إنّ آل خليفة تلقّوا أوامر خارجيّة بتعديل خطابهم وسياساتهم تجاه إيران، مثلما كان هجومهم على الجمهوريّة والتآمر عليها في السّر والعلن تنفيذًا لأوامر القوى التي تهيمن عليهم وعلى كيانهم المريض. الثّانية: هي أنّ إيران لا تبني سياساتها على ردودِ الأفعالِ ولا على أقوال الآخرين المنفعلة، وهي أقوى من الاستدراج والخضوع للتّهديد والعدوان، والثّالثة: هي أنّ خيبة الأمل وفقدان البوصلة أوقعَ آل خليفة في حفرةٍ مظلمة، لا يعرفون كيف يخرجون منها، ما يفسّر تسوّلهم المخزي في كلّ مكان، وسيُنذر بالتالي بنهاياتٍ وخيمة لسياساتهم الفاشلة.
٣- إنّ الاقتدار القياديّ، والسيّادة الكاملة، ووضوح الرّؤية، وأخلاقيّة الموقف، والتي تميّز سياسة الجمهوريّة الإسلاميّة؛ تجعلنا واثقين بالقرارات والمواقف التي تصدرُ عن قيادةِ الجمهوريّة وأركانها، في الماضي والحاضر والمستقبل، وقد أثبتت كلّ التجارب الصّعبة، وبينها حرب الإبادة في غزّة أنّ هذه القيادة وفيّة لخطّ الإمام الخمينيّ «قدّه» ولقيمه في الحريّةِ ومواجهة الطّغيان والاستكبار. وعلى العالم كلّه، وبينهم آل خليفة، متابعة إحياء الذّكرى الخامسة والثّلاثين لرحيل الإمام ليُدركوا هذه الحقيقة، وليعلموا رسوخَ ثقتنا بالقيادةِ الإسلاميّة في إيران، وأنّنا مطمئنون بإرادةِ هذا المحور الشّريف وإدارته.
4- نضعُ الغطرسة الخليفيّة والقمع المتجدّد واستمرار الاضطهاد الطّائفيّ في إطار العجز أمام الصّمود الشّعبيّ وقوّةِ الأحرار في السّجون، مع ما أعقب ذلك من يأسِ الخليفيّين من الحصولِ على مبتغاهم من الإفراجات المقنّنة الأخيرة من جهة، ومن مغازلتهم لإيران من جهةٍ أخرى. ونؤكّد أنّ كلّ هذا التّرهيب والإجرام سيرتّد عليهم بالمزيد من الفشل وسوء العاقبة، وهم سيضّطرون إلى دفع ثمن الإبقاء على الرّموز والسّجناء، والتّقييد على حريّةِ السّفر إلى العراق وزيارة الأماكن المقدّسة، ومنع تأبين المواطنين للشهداء «السّيّد إبراهيم رئيسي وصحبه»، وقمع تظاهراتٍ مؤيّدة لغزّة ومقاومتها، فضلًا عن الاستمرار في الحلف المعادي لليمن والتمسُّك البغيض باتّفاقات التّطبيع مع الصّهاينة المجرمين.
5- يتلاقى الإجرامُ الخليفيّ المتجدّد مع عودة الجرائم والإعدامات في الكيان السّعوديّ التي تستهدف – خاصّة – نشطاء الحراك المطلبيّ ومعتقليه في المنطقة الشّرقيّة، وآخرها جريمة الإعدام التي أعلن عنها يوم الإثنين الثّالث من يونيو/ حزيران الجاري. وإذ نستنكر هذه الجرائم المتواصلة؛ نؤكّد أنّ البنية الإجراميّة لآل سعود هي مصدرٌ أساسيّ لسياسةِ آل خليفة في الإجرام والاستبداد، وكلاهما يعبّران عن عملة واحدة من المكر والخداع الذي يتلوّن بمظهر خارجيّ يوحي بالاعتدال والرّغبة في إحلال الأمن والاستقرار، في حين أنّ الجوهرَ الدّاخليّ يتشبّث بالتوحّش والفساد ومعاداة الشّعوب. وفي هذا السّياق، نحذّر آلَ خليفة من اتّباعهم الأعمى للكيانِ السّعوديّ المجرم، فهو لن يحقّقَ شيئًا من الأهداف التي يخطّط لها في الخفاء ضدّ محور المقاومة، لأنّ هذا المحور أثبتَ نقاءه وصدقه وثباته بعد «طوفان الأقصى»، ولن يكون جزاءه إلّا نصرًا عظيمًا وواسعًا يُسِرُّ الأحرارَ والمستضعفين في كلّ العالم بإذن الله تعالى.
الإثنين 3 يونيو/ حزيران 2024م
البحرين المحتلّة