قال قائد الثورة الإسلاميّة «السيّد علي الخامنئي» إنّ عمليّة طوفان الأقصى خلطت جميع الأوراق، وحصلت في لحظة حساسة كان العدوّ يسعى فيها لتطبيق مخطّط السيطرة على المنطقة.
وأكّد سماحته في كلمته التي ألقاها خلال المراسم التأبينيّة للإمام الراحل «السيّد روح الله الخمينيّ» في ذكرى رحيله الخامسة والثلاثين التي أقيمت في مرقده المطهّر بطهران، يوم الإثنين 3 يونيو/ حزيران 2024، أنّه لا مجال لإنقاذ كيان الاحتلال من مأزقه في غزّة مع كلّ الدعم الذي يلقاه من أمريكا والدول الغربيّة، لافتًا إلى عدم عقد الآمال على اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة.
وذكر سماحته أنّ الإمام الراحل الخمينيّ كان يرفض تفاهمات السلام مع المحتلّ في ما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة، التي باتت اليوم القضيّة الأولى في العالم، وأنّ عمليّة «طوفان الأقصى» شكّلت ضربة قاصمة للكيان الصهيونيّ ولن يتعافى منها، ووضعته على طريق سينتهي بزواله، مشيرًا إلى أنّ الجيش الصهيونيّ الذي يعدّ نفسه من أقوى جيوش العالم انهزم أمام فصائل المقاومة مثل «حماس وحزب الله»، مؤكدًا أنّ الجبهة الواسعة التي فتحتها المقاومة في المنطقة لديها إمكانات كبيرة، وأنّ حسابات الكيان الصهيونيّ تجاه هذه الجبهة خاطئة.
وأضاف السيّد الخامنئي أنّ 40 ألف فلسطينيّ استشهدوا في غزّة، وتلك هي الكلفة التي يدفعها الشعب الفلسطينيّ في طريق خلاصه وتحرير أرضه، معتبرًا أنّ الفلسطينيّين في طوفان الأقصى حاصروا حكومة الاحتلال الصهيونيّ ولم يعد لها أيّ طريق للنجاة، حيث إنّ عمليّة «طوفان الأقصى» كانت ضروريّة للمنطقة لأنّه كان هناك مشروع أمريكيّ- غربيّ لتغيير المعادلات فيها، فجاءت هذه المعركة في مرحلة حسّاسة لتفشل محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيطرته على المنطقة، وكان الهجوم الغاشم للنظام الصهيونيّ على غزّة ردّ فعل عصبيًّا على إفشال مخطّطاته.
وتطرّق سماحته إلى استشهاد الرئيس الإيراني «السيّد إبراهيم رئيسي ورفاقه»، لافتًا إلى أنّ الشهيد رئيسي حقّق رقمًا قياسيًا جديدًا في مجال الخدمة للشعب الإيراني، وأنّ وزير الخارجيّة الراحل «حسين أمير عبد اللهيان» كان مفاوضًا قويًا وملتزمًا بمبادئ الثورة، مؤكّدًا أنّهما ورفاقهما كانوا يعملون لخدمة الناس وهم «شهداء الخدمة»، كما أنّ الشهيد رئيسي كان يعتقد بأنّ الكرامة والعزّة للشعب ويفسح المجال أمام الشباب ليبدوا آراءهم وكان يثق بهم.
ونوّه إلى أنّ تشييع الشهيد رئيسي كما تشييع الشهيد قاسم سليماني رسم عظمةً كبيرة، تؤكّد أنّ هذا الشعب لا يُهزم، بل يستمرّ بقوّة أمام الحوادث المختلفة، هو شعب لا يتعب ولا يملّ ويقف في الميدان ويسجّل حضوره الدائم فيه، قائلًا: «الشعب نزل إلى الشارع بشكل مليونيّ بعد استشهاد رئيسه، وهذا أمر لم يحصل في أيّ منطقة أخرى في العالم، ورسالة التجمّعات بعد استشهاد الرئيس الإيراني هي أنّ الشعب ما زال يؤيّد الثورة الإسلاميّة»