ما يقارب 4 سنوات على منع الطيران المباشر بين البحرين والعراق، عانى فيها المواطنون الذين كانوا يزورون المزارات الدينيّة والأماكن المقدّسة فيه صعوبات جمّة بتنقّلهم إمّا برًّا وإمّا بطيران متعدّد قبل أن يصلوا إلى وجهتهم ليمارسوا شعائرهم الدينيّة المكفولة في كلّ الأعراف الدوليّة.
رُفع الحظر أخيرًا، واستقبل مطار بغداد الدوليّ الرحلة الجويّة الأولى «لشركة طيران الخليج»، يوم السبت 1 يونيو/ حزيران 2024، بحضور سفير النظام في العراق «خالد المنصور».
لكن ما استوقف البحرانيّين التائقين إلى زيارة مقامات الأئمّة «ع» في العراق هو «التصريح الأمنيّ»، أي موافقة أمنيّة من النظام الخليفيّ وأجهزته لمغادرة البحرين، بمعنى آخر رفع الحظر عن السفر بقيود أمنيّة لا يفرضها على بقيّة المغادرين إلى بلدان أخرى، بتناقض صريح وسافر مع ادّعاءاته بحريّة الأديان وسماحه بالشعائر الدينيّة تحت مظلّة «التسامح الدينيّ»، وكأنّ شعائر الشيعة لا يشملها هذا «التسامح».
الردّ العلمائيّ والشعبيّ جاء على لسان رئيس اللجنة الشرعيّة في المجلس الإسلاميّ العلمائيّ «الشيخ فاضل الزاكي» الذي نشر سلسلة من التدوينات على حسابه الرسميّ في منصّة «إكس»، قال فيها: «زيارة أئمّة أهل البيت (ع) شعيرة دينيّة، ولا تحتاج إلى ترخيص من أحد، ولو دار الأمر بين الزيارة مع أخذ الترخيص أو الامتناع عنها لسنوات وسنوات، فالثاني هو الصحيح، والمؤمن الواعي والمتديّن لن يختار غيره».
وتابع سماحته: «زيارة الأئمّة (ع) شعيرة دينيّة، وهي حقّ أصيل أقرّه الدين والدستور، والقبول بمبدأ أخذ الترخيص لها جرم كبير، لأنّ من يعطي الترخيص اليوم قد يمنعه غدًا، ولا فرق هنا بين أن آخذ الترخيص بنفسي او تأخذه لي إدارة القافلة».
وأضاف الشيخ الزاكي: «أنت في دولة مسلمة، مع ذلك يمكنك أن تسافر إلى لاس فيغاس لتلعب القمار، أو تسافر إلى مدن الدعارة المعروفة لتفعل ما تشاء، ولن تحتاج إلى ترخيص، ولكن إذا أردت أن تزور أئمّة أهل البيت (ع) فأنت بحاجة إلى تصريح أمنيّ».
هذه التدوينات التي تعبّر عن حريّة المعتقد وحريّة الرأي والتعبير، كما يفترض، لم يدم أمدها طويلًا قبل أن يستدعي النظام «المتسامح دينيًّا» سماحة الشيخ فاضل الزاكي للتحقيق، وكأنّ من يعبّر كذلك عن حريّة رأيه ومعتقده بات أيضًا بحاجة إلى «تصريح أمنيّ»، في بلد يتغنّى بحريّة الرأي والتعبير.