قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ الحدث الكبير المفجع الذي أصابَ إيران الوطن قد هزَّ ضمير العالم الإسلاميِّ، بل هزَّ كلَّ ضميرٍ حيٍّ في العالم.
وشدّد سماحته في حديث الجمعة (638)، تحت عنوان: « كيف نتعبَّأ رُوحيًّا؟ – الحدثُ الكبيرُ المفجعُ الذي أصابَ إيران – مجزرة رفح »، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 39 مايو/ أيّار 2024، على أهميّة توحّد مشاعر الأمّة في الأفراح والأتراحِ، لما له من معطيات كُبرى على كلِّ المستوياتِ العقيديَّةِ والفكريَّةِ والرُّوحيَّةِ والاجتماعيَّة والسِّياسيَّةِ والأمنيَّةِ، ولا سيّما في ظلّ هذا الزمن المملوء بالعداء للأمّة ولإسلامها وقيمها ووحدتها.
وأشار السيّد الغريفي إلى أنّ أعداء الأمّة والإسلام يريدون لشعوب المنطقة أن تتمزَّق وتتشتَّت، وتتحاربَ، وتضعف وتخسر كلّ حُضورِها الفاعل في هذا العصر المملوءِ بالتَّحدِّيات.
وقال سماحته إنَّ التَّصدِّي لمشاريعِ الإحباطِ والإجهاضِ والإرباك والتَّمزيق هي مسؤوليَّة أنظمةٍ وكياناتٍ حاكمةٍ، وهي التي تهندسُ للعلاقاتِ، وهي التي تهندسُ للمسَاراتِ في كلِّ امتداداتِها الدِّينيَّة، والسِّياسيَّةِ، والأمنيَّة، والاقتصاديَّة، وبقيَّة الامتدادات.
وبقدر ما تكون هذه الهندسة بصيرة وصادقةٍ، تكون المعطياتُ طيِّبةً ومباركة وناجحةً، مضيفًا «ويبقى دورُ الشُّعوب ليس دورًا هامشيًّا، فإنَّ على الشُّعوب أنْ تتعاطى مع الأحداث الكبرى بكلِّ وعيٍ، وبكلِّ صدقٍ، وبكلّ فاعليَّةٍ. فمواقفُ الشُّعوبِ لها كلُّ التَّأثير في إنجاحِ المواقف وفي إفشالها.
وكلَّما نشطت مشاعر الأُمَّة ومشاعر الجماهير في امتداداتها الصَّالحةِ تكونُ المعطيات كبيرة، وتكون المنتجات طيِّبة».
وبقدر ما تكون هذه الهندسة بصيرة وصادقةٍ، تكون المعطياتُ طيِّبةً ومباركة وناجحةً، مضيفًا «ويبقى دورُ الشُّعوب ليس دورًا هامشيًّا، فإنَّ على الشُّعوب أنْ تتعاطى مع الأحداث الكبرى بكلِّ وعيٍ، وبكلِّ صدقٍ، وبكلّ فاعليَّةٍ. فمواقفُ الشُّعوبِ لها كلُّ التَّأثير في إنجاحِ المواقف وفي إفشالها.
وكلَّما نشطت مشاعر الأُمَّة ومشاعر الجماهير في امتداداتها الصَّالحةِ تكونُ المعطيات كبيرة، وتكون المنتجات طيِّبة».
ورأى أنّ الشُّعوب بمواقفِها الموحَّدةِ والرَّشيدة، والصَّادقةِ، والمخلِصةِ، تسهم مساهماتٍ عظمى في خدمة الأوطانِ ولذلك يراهن أعداء الأمّة على تمزيقها عبر الخلافات والصراعات، وهنا يأتي دورُ الخطابِ الأمينِ على مصالحِ الأمّة والشعوب والأوطان.
وتناول السيّد الغريفي في العنوان الأخير أحداث غزّة، قائلًا إنّ الصَّهاينة لا يزالون يقتلونَ ويفتكون ويُدمِّرُون ما شاء لهم القتل والفتك والتَّدمير، فها هي مجزرة رفح بكلِّ ما خلَّفتهُ مِن الشُّهداء والجرحى، كِبارًا وشبَّانًا، ونساءً وأطفالًا، على مسمع ومرأى مِن كلِّ العالم، بل وبدعم مِن قوى كبرى.
وأكّد سماحته أنّه رغم كلِّ هذا العُنف المُدمِّر، وهذا البطش المرعب فإنَّ المجاهدين مِن أبناءِ غزَّة وأبناءِ فلسطين يعيشون قمَّة الصُّمودِ، وقمَّةَ التَّحدِّي، موضحًا أنّه رُبَّما يملك الصَّهاينة كلَّ الدَّعم مِن قوى كبرى، وكلَّ التَّأييد مِن دولٍ عظمى لكنّهم يحملون في داخلِهم روح الهزيمة، والانكسار، والذِّلَّة، والعار، واليأس، ورهانهم على تعب المجاهدين، وانكسارهم، وهزيمتهم، وضعفهم، ويأسهم فاشل مهما حاول صُنَّاع الهزيمة أنْ يُعطوه قوَّةً وزخمًا وحضورًا، فعزيمة المجاهدين الصَّامدين أسقطت كلَّ الرِّهاناتِ الزَّائفةِ والمُخذِّلة، مهما كانت مواقعُها، ومهما كانت إمكاناتُها.
وحثّ السيّد الغريفي الأمّة الإسلاميّة والعربيّة على أن تشدّ بقوّةٍ على عزيمةِ المجاهدين، وثباتِهم، وتضحياتهم، منوّهًا إلى أنّها بمواقعها الدِّينيَّة والسِّياسيَّة، والثَّقافيَّة، والإعلاميَّة، والاقتصاديَّة تتحمَّل كلَّ المسؤوليَّة في دعم جهادِ الأبطالِ في غَزَّة ومساندتهم، وفي التَّخفيف مِن معاناةِ الأهالي هناك، فالدَّمار امتدّ إلى كلِّ المواقع: المنازلِ، والملاجئ، والمساجد، والمعابد، والمدارس، والمستشفيات، بل طال الدَّمار كلَّ شبر هناك، لأنّ الصَّهاينة لهم أطماعُهم الكبرى في السَّيطرة على كلِّ شبرٍ في أرض فلسطين، بل لهم أطماعهم الأوسع التي تمتدُّ لأكبر مِن فلسطين، فهم يخطِّطون دائمًا لتحقيق هذه الأطماع، وهو ما يلزم الحذر وضرورة التوحّد حتى إسقاط المشروع الصُّهيوني بكلِّ أهدافِهِ المرعبة.