أبدى المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير شكوكه حيال التّصريحات التي أدلى بها الطّاغية حمد الخليفة أثناء لقائه الأخير بالرّئيس الرّوسيّ بوتين في موسكو، وحديثه عن علاقة حُسن الجوار مع الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
وعدّ في موقفه الأسبوعي يوم الإثنين 27 مايو/ أيّار 2024 اندفاعة النظام نحو إيران جزءًا من الخداع والتّضليل، ولا تنطوي على أيّ نيّات حقيقيّة لإنهاء أصل الأزمات التي تعانيها البحرين والمنطقة، مع استمراره في مخطّط إبادة الشعب واستجلابه القوى والاستخبارات الأجنبيّة إلى البلاد لشنّ العدوان على الدّول والشعوب المجاورة.
ورأى المجلس السياسيّ في الائتلاف اعترافَ الطّاغية حمد بوجود مشاكل مع إيران، وإظهاره الرّغبة في إعادة العلاقات معها تلاعبًا مموجًا في الألفاظ والوقائع، فالسّيرة الموثّقة للطّاغية وكيانه تكشف وقوفهما وراء أسوأ حملات تأجيج العلاقة مع إيران وشعبها، ولم يتوانا عن سوق الاتّهامات المزيّفة ضدّ القيادة الإيرانيّة بإيعاز من السّعوديّين والصّهاينة والأمريكيّين، لافتًا إلى تأسيس الطاغية حمد حربَه الواسعة على شعب البحرين على هذه الاتّهامات، حيث شنّ واحدةً من أبشعِ الجرائم والانتهاكات بحقّه وبحقّ قياداته ورموزه، بزعم ارتباطهم بإيران، ورُموا بأبشع أوصاف التّخوين والعمالة، ليطال العدوانُ مقدّساتِ الشّعب وعقائده، وكاد ذلك أن يؤدي إلى انفجار طائفيّ لا تُحمد عقباه لولا حكمة قيادات المعارضة وصبر الشّعب، وإدراك القوى الوطنيّة بمرامي الخليفيّين وراء زرع الفتنة والاحتراب الدّاخلي والخارجيّ.
وأكّد أنّ إيران بذلت كلّ الجهود من أجل ردع العدوان الخليفيّ عن شعب البحرين وحقوقه في الحريّة والعدالة، مقدّمة له النصح بخطورةِ الانسياق وراء الأوامر والمصالح السّعوديّة والبريطانيّة والصّهيونيّة، وأنّ الحلّ الوحيد هو الاستماع إلى الشّعب والاستجابة لحقوقه السّياسيّة، ولكنّ الكيان الخليفيّ تعنّت وتغطرسَ وزادَ من إجرامه وتوحّشه، ولم يتوقّف طيلة السّنوات الماضية عن التآمر على إيران، وفتحَ الأبوابَ لكلّ ناشري الفتن لشنّ الهجوم عليها وتشويه سمعتها والتدليس على ثورة البحرين، وجنّسَ المرتزقة ووفّرَ لهم المال والإعلام لترويج الرّواية الصّهيونيّة ضدّ الجمهوريّة والثّورة.
ورأى المجلس السياسيّ أنّ الطّاغية حمد اضطرّ إلى مغازلة إيران والتقرُّب منها بسبب علوّ شأن المحور المقاوم، والهزائم المتتالية لحلف الشرّ الصّهيونيّ- الأمريكيّ الذي ينتمي إليه الخليفيّون، مشدّدًا على أنّ تصحيح الماضي يكون باقتلاع بنية الفساد والاستبداد في البحرين، وإبعاد عصابة العسكر والمتصهْينين، وتمكين الشّعب من حقّه في تقرير المصير وإقامة دولة دستوريّة حقيقيّة.
واستذكر في موقفه الأسبوعي العدوان على ساحة الفداء وقتل المدافعين عن الشّيخ عيسى قاسم، وكذلك الذكرى السنويّة الأولى للشّهيدين السّعيدين «صادق ثامر وجعفر سلطان» اللذين أعدمهما النّظام الإرهابي السّعوديّ، موجّهًا الشكر لمحور المقاومة على مناصرة شعب البحرين، ونصرته وإسناده الحقيقيّ لغزّة ومقاومتها الباسلة، رغم خذلان الأنظمة وتآمر الحكّام الذين يصمّون آذانهم عن المجازر الصّهيونيّة وآخرها مجزرة رفح المروّعة.