تتلألأ هذه الأيّام في الأرجاء البحرينيّة الشعلة الثوريّة؛ إذ تخلّد ذكرى يوم البطولة والاستشهاد، التاسع والعشرون من مايو 2023، يوم أضحى فيه «صادق ثامر وجعفر سلطان» أيقونتين خالدتين للعدل والثورة، بعدما قدّما روحيهما فداءً للحريّة في مواجهة استبداد آل سعود وآل خليفة.
لا يُسطر هذا اليوم ألمًا فحسب، بل يُؤرّخ لصمود أخذ بيد التاريخ إلى فصول النضال الإنسانيّ. قُصي عن الشابين حقّهما في الحياة بهجمة الظلم ودُفنا في أقبية الأسر، محتجزَين بلا وجه حقّ، في ظلام القهر المطبق.
هذه الذكرى تُجدّد مشاعر الغضب تجاه تلك الأحداث الوحشيّة؛ حيث عانى الشهيدان من فظائع التعذيب. الحقوق والحريّات طُمست خلف الأبواب المغلقة، بينما رفعت دماؤهما المطالبة بعدالة ظلّت أصداؤها محاصرة بين جدران الصمت.
المستبدّون الخليفيّون لم يقف جبروتهم عند هذا الحدّ، بل انتهكوا حرمات الدور بارتكابهم لجرائم قسريّة، يدوسون على كلّ ما هو خاصّ ومقدّس، في استخفاف صارخ بأبسط قواعد الإنسانيّة. وفي محاكم آل سعود، جُرّمت العدالة ذاتها تحت غلالة من التهكّم والظلم، حيث ساقت الشهيدين إلى المنية دون رحمة.
اليوم، بينما نتوشّح بالحقّ والإرادة الثوريّة، نُجدّد تأكيد صرختنا رافعين شعار الحريّة بكلّ قوّة، داعين جموع الأحرار إلى تكثيف الضغوط العالميّة، وإبقاء لهيب شهدائنا مشتعلًا، إنهما رمز الصمود أمام الطغيان.
دعونا نحوّل قصّتهما إلى فجر مشرق يهدي طريق الظلُمات، معبّرين عن أملنا في عالم يسوده العدل وتكرّم فيه قدسيّة الحياة.
بهذه الذكرى، نلتزم بجعل ذاكرتنا وقلوبنا أتونًا لحركة قويّة تطيح بعرش الإعدام، تلك الطامة الكبرى التي تَلوي أعمدة العدالة وتُطفئ شعلة الأمل المختبئة فينا. ليست قصّة «صادق وجعفر» مجرّد حكاية فانية، بل هي بوق ثوريّ يصدح عبر العصور، مطالبًا بالإمعان في النضال حتى القضاء على فكرة الإعدام نفسها.. فـ«كلّا كلّا للإعدام».