أكّد الأمين العام لحزب الله «سماحة السيّد حسن نصر الله» أنّ حادثة سقوط مروحيّة الرئيس الإيرانيّ «السيّد إبراهيم رئيسي» ورفاقه مؤلمة ومحزنة جدًّا في إيران وخارجها.
وفي كلمة له خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهداء «الرئيس الإيراني السيّد رئيسي ووزير الخارجيّة حسين أمير عبد اللهيان ورفاقهما»، في مجمع سيّد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبيّة لبيروت، عصر الجمعة 24 مايو/ أيّار 2024، قال سماحته إنّ هذه الحادثة الأليمة حصلت في أيّام «عيد المقاومة والتحرير» وسببت أجواءً من الحزن والفقد، لذا لن يقيم حزب الله الاحتفالات كما كانت تجري العادة لأنّ طابعها هو طابع الفرح وهذه الأيّام هي أيّام مصاب وحزن، مكتفيًا بالتبريك للشعب اللبنانيّ ولكلّ الأحرار في المنطقة والعالم بـ«عيد المقاومة والتحرير».
وقدّم سماحته التعزية برحيل سماحة العلّامة المحقّق «الشيخ علي كوراني» مشيرًا إلى دوره في بدايات تأسيس حزب الله، معلنًا أنّ حزب الله سيقيم في الأسبوع المقبل حفلًا تأبينيًّا تكريميًّا لسماحته وسيتحدّث خلاله، مجدّدًا عزاءه أيضًا بشهداء حادثة المروحيّة في إيران.
وأوضح السيّد نصر الله أنّ بعض حديثه سيتركّز عن الشهيد السيّد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجيّة عبد اللهيان، لافتًا إلى أنّ الشهيد رئيسي اكتسب الصفة التي سمعها العالم خلال الأيام الماضية «خادم الرضا»، لأنّ مسؤوليّة إدارة العتبة الرضويّة هي مسؤوليّة كبيرة وضخمة لأنّ الأوقاف التابعة للعتبة من أكبر الأوقاف في العالم، وعندما تولّى الشهيد رئيسي مسؤوليّها أحدث تحوّلًا كبيرًا في الإدارة وفي تطوير العتبة والخدمات الجليلة التي استفاد من خدماتها المحرومون والفقراء.
ونوّه سماحته إلى أنّ الشهيد السيّد رئيسي هو الفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها، وأنّه الخدوم لبلده حيث لم يكن لديه عطلة وهو المطيع لقائده، لافتًا إلى أنّه منذ انتصار الثورة الإسلاميّة عام 1979 تعرّضت إيران للحصار الاقتصاديّ والعقوبات، والتي تتزايد يومًا بعد يوم والحرب المفروضة الكونيّة والاغتيالات الداخليّة، وأنّه عندما يتحمّل أيّ رئيس جمهوريّة في إيران المسؤوليّة سيجد أمامه ملفّات كبيرة جدًا من بينها الملفّات الاقتصاديّة والمعيشيّة والعملة الصعبة والغلاء والسياسة الخارجيّة وهذه من نتائج العقوبات والحصار.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنّه في حكومة الشهيد السيّد رئيسي تمّ تقديم مليون و785 ألف قطعة أرض لبناء منازل للعائلات المحتاجة، وازداد إنتاج النفط فوصل إلى 3 مليون برميل و500 ألف، وتمّ تبنّي قرار إعطاء الماء والكهرباء للعائلات الفقيرة مجانًا، وازداد النموّ الاقتصادي بنسبة 6%، كما حافظ الفقيد على العلاقات مع الشرق والغرب ضمن مستوى معيّن وتمّ في عهده الدخول إلى منظّمات دوليّة ومواجهة كورونا، وعندما تولّى الشهيد رئاسة الجمهورية عمل من خلال موقعه على مساندة حركات المقاومة ودعمها بشكل واضح وعلنيّ على كلّ صعيد، وكان التزامه عاليًا وكبيرًا في هذا الصدد.
وأكّد سماحته أنّ الشهيد السيّد رئيسي كان لديه إيمان كبير بالقضيّة الفلسطينيّة والمقاومة وحركات المقاومة وكان لديه عداء شديد للصهاينة، وشهد عهده تطوّرًا في الحضور الدبلوماسيّ لإيران، وشهد إعطاء الأولويّة للعلاقة بدول جوار إيران والشرق.
وتحدّث السيّد نصر الله عن وزير الخارجيّة الراحل «الشهيد حسين أمير عبد اللهيان» الذي كان شديد الحبّ للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وهذه ميزة في شخصيّته، مضيفًا «نحن لم نرَ من الشهيدين رئيسي وعبد اللهيان إلاّ كل الخير والعون والسند والحب والاحتضان، ونشكرهما على ذلك كثيرًا، ومن أهمّ الصفات في هاتين الشخصيّتين هي التواضع، والشهداء كان عشقهم وحبّهم وروحهم مع الفقراء والمحرومين وهذه هي مدرسة الإسلام ومدرسة الرسول الأعظم وآل بيته (ع)».
وأشار سماحته إلى أنّ جنازة تشييع الشهداء «السيّد رئيسي وصحبه الكرام» هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشريّة بعد الإمام الخمينيّ والشهيد قاسم سليماني، وأنّ مشاهد التشييع من تبريز وصولًا إلى مشهد ضخمة جدًا، وهي تشكّل رسالة مهمة جدًّا، فهذا التشييع المليونيّ يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء، ورسالته هي الوفاء والبيعة والالتزام الحازم بخطّ الإمام الخمينيّ وقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات، وبقيت إيران قويّة وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كلّ صعيد، ويجب على العدو أن ييأس، وأحد أسباب فشل السياسة الأمريكيّة هو الانفصال عن الواقع وإنكارها له، ولذلك أخطأوا في أفغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة، مؤكّدًا أنّ إيران هي الدولة القويّة المتماسكة والصلبة والتي آلمها جدًّا استشهاد رئيسها والجمع المبارك من الشخصيّات، لكنّ ذلك لم يضعفها ولم يهزّها، وإيران دولة مؤسّسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة، وإرادة وثقة شعبيّة عالية جدًّا.
وأشار سماحته إلى أنّ جنازة تشييع الشهداء «السيّد رئيسي وصحبه الكرام» هي ثالث أكبر جنازة في تاريخ البشريّة بعد الإمام الخمينيّ والشهيد قاسم سليماني، وأنّ مشاهد التشييع من تبريز وصولًا إلى مشهد ضخمة جدًا، وهي تشكّل رسالة مهمة جدًّا، فهذا التشييع المليونيّ يجب أن يطمئن جميع الأصدقاء، ورسالته هي الوفاء والبيعة والالتزام الحازم بخطّ الإمام الخمينيّ وقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، ورسالة للعدو الذي فرض الحروب على إيران والعقوبات والتضليل والاغتيالات، وبقيت إيران قويّة وصامدة وتكبر وتقوى ويعلو شأنها في العالم على كلّ صعيد، ويجب على العدو أن ييأس، وأحد أسباب فشل السياسة الأمريكيّة هو الانفصال عن الواقع وإنكارها له، ولذلك أخطأوا في أفغانستان والعراق وفي إيران والمنطقة، مؤكّدًا أنّ إيران هي الدولة القويّة المتماسكة والصلبة والتي آلمها جدًّا استشهاد رئيسها والجمع المبارك من الشخصيّات، لكنّ ذلك لم يضعفها ولم يهزّها، وإيران دولة مؤسّسات وقانون ويوجد على رأسها قائد حكيم يُدير هذه الدولة، وإرادة وثقة شعبيّة عالية جدًّا.
ولفت إلى أنّ في ايران حاضنة شعبيّة عالية جدًّا، وموضوع دعم المقاومة قاعدة ثابتة لدى الجمهوريّة الإسلاميّة وجزء من هويّتها وطبيعتها وجزء أصيل من دينها ولا يتبدل مع تبدّل المسؤولين، متوجّهًا لكلّ الأعداء الذين ينتظرون أن تضعف إيران وأن تتراجع وأن تتخلى عن فلسطين والمقاومة، قائلًا «أنتم تعيشون أوهامًا وسرابًا وخيالات، والجمهوريّة الإسلاميّة كانت وستبقى السند الأقوى في هذا العالم إلى جانب فلسطين وحركات المقاومة».
وعن تطوّرات معركة «طوفان الأقصى»، أكّد السيّد نصر الله أنّ الحرب على غزّة في الشهر الثامن، و«الإسرائيليّون» أنفسهم في السلطة والمعارضة كلّهم يجمعون على أنّ ما عايشه الكيان هذه السنة لم يسبق له مثيل، والعدوّ يعترف بالمعاناة الشديدة التي يواجهها ويعترف بالعجز والفشل.
وأضاف أنّ العدوّ لم يستطع تحقيق أيّ هدف من أهدافه، واعترف بذلك رئيس المجلس الأمن القومي في الكيان، ومن أهمّ ما يعانيه المسؤولون في الكيان اعتراف بعض الدول الأوروبيّة بفلسطين، وهذا الاعتراف هو خسارة استراتيجيّة للكيان الصهيونيّ وهذا من نتائج طوفان الأقصى وما بعده.
ولفت سماحته إلى أنّ الدولة الفلسطينيّة التي يرفضها المسؤولون في كيان العدوّ يرون فيها تهديدًا وجوديًّا لهذا الكيان، ومن نتائج «طوفان الأقصى» وثبات المقاومة وصمودها أنّ «إسرائيل» اليوم أمام المحكمة الجنائيّة بعد طلبها إصدار مذكّرات توقيف بحقّ نتنياهو وغالانت.
وتوجّه السيّد نصر الله بالشكر إلى أساتذة الجامعات وطلّابها في كلّ أنحاء العالم، مؤكّدًا أنّ ما يحرّكهم هو المشاعر الإنسانيّة، وأنّ المظاهرات في جامعات العالم وأمام الكونغرس الأمريكي تبيّن حجم المشاعر الإنسانيّة التي استنهضها «طوفان الأقصى» في كلّ العالم.
ورأى السيّد نصر الله أنّ من مظاهر الفشل الصهيونيّ أنّ نتنياهو تبرّأ من الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة وكشف ظهرها، خلال الحرب فهم لم يقدّموا له تقييمات صحيحة حول التهديدات من غزّة، وأضاف «إذا أراد نتنياهو أن يكمل عدوانه سوف يذهب إلى الهاوية والكارثة، فمئات من عائلات الجنود الصهاينة ومئات من أساتذة الجامعات والنخب يطالبون بوقف الحرب، وهذا ما سيزيد الضغط على حكومة العدوّ، ونتنياهو ذاهب نحو حائط مسدود ويأخذ الجبهة المقابلة إلى نصر تاريخي ومؤزر».
وردًّا على نتنياهو حول قوله عن «خطط مهمّة ومفصّلة بالنسبة إلى إعادة الأمن إلى الشمال»، قال سماحته «فاجأتكم غزّة وفرقة بكاملها انهارت وجيش النخبة انهار، فاجأتكم المقاومة في لبنان في 8 تشرين الأوّل، وحزب الله بادر إلى فتح الجبهة، وفاجأكم اليمن، وعندما قصفتم القنصليّة الإيرانيّة بدمشق فاجأتكم الجمهوريّة الإسلاميّة بوعدها الصادق.. ونحن من يحقّ له أن يتحدّث عن مفاجآت».
وتابع سماحته مضيفًا «يجب أن ينتظر العدوّ من مقاومتنا المفاجآت، دائمًا كنّا واضحين بأنّنا عندما نذهب إلى معركة نذهب بعناوين وأهداف واضحة، وقلنا إنّ الهدف الأوّل مساندة غزّة، والهدف الثاني منع أيّ عدوان استباقي للعدوّ على لبنان»، وختم بالقول «يجب على العدوّ أن ينتظر منّا المفاجآت وندرس كلّ سيناريوهاتكم ولا خداعكم ينطلي ولا ضغوط أسيادكم في العالم تنفع وهذه المقاومة ستستمر»