قال سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ إنّ معالجة أزماتِ الأوطانِ تتطلّب معالجة الضَّمير عند أصحابِ المواقعِ الحاكمة، فوُلاةُ الأمرِ والقادة ومواقع الحكم مطلوبٌ منهم أنْ يتوفَّرُوا على درجةٍ عاليةٍ مِن الرَّحمةِ برعاياهُمْ وشُعوبِهم، وأنْ لا يتحوَّلوا مواقع بطشٍ وقهرٍ واستبدادٍ.
ورأى سماحته في حديث الجمعة (637)، تحت عنوان: «كيف نحافظُ على المُستوى الرُّوحيُّ؟ – المطالبة بإصدارِ مذكَّرة اعتقال – كلمةُ عزاء إلى الشَّعبِ الإيرانيِّ برحيل السيد إبراهيم رئيسي ومرافقيه في حادث أليم»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 23 مايو/ أيّار 2024 أنّ حراسة الأوطانِ كما هي مسؤوليَّة وُلاة الأمرِ والحُكَّام هي كذلك مسؤوليَّة الشُّعوب، بكلِّ نُخبِها، وبكلِّ جماهيرها، فالنُّخب تُمثِّل مواقعَ الوعي في الأُمَّة ولها تأثيراتها الكبيرة في توجيه مسارات الأوطان، وفي أمنها، وصلاحها، واستقرارها، وحماية كلِّ أوضاعها.
وحول دور الشُّعوب، أكّد سماحته أنّه دور ليس هامشيًّا، فالشعوب لها حقوق مشروعة مطلوبٌ مِن الجماهير أنْ تطالبَ بها، ومطلوبٌ مِن النُخبِ أنْ تدافعَ عنها، ومطلوبٌ مِن الأنظمةِ أنْ تُوفِّرَها.
وفي العنوان الثاني من حديث الجمعة، قال السيّد الغريفي إنّ المدَّعي العام في محكمةِ العدلِ الدُّوليَّة تقدّم بطلب إصدارِ مذكَّرة اعتقال بحقِّ صُنَّاع الجريمة الصَّهاينة، نتيجة ما ارتكبوه مِن جرائم الإبادة بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ في غَزَّة، وهي خطوة لو تحقَّقتْ تُشكِّل موقفًا جادًّا في التَّصدِّي للطُّغيان الصُّهيونيِّ بكلِّ شراستِهِ وجنونه، لافتًا إلى أنَّ الموقف الأمريكيّ الدَّاعم بقوَّة للكيان الصُّهيونيِّ فور سماعه بهذه الخطوة هدَّد باتخاذ إجراءاتٍ وعقوباتٍ ضدَّ المحكمة الجنائيَّة الدُّوليَّة، وفي هذا السِّياق ضغط على المحكمة الدُّوليَّة ممَّا دفعها أن تتقدَّم بطلب اعتقال بعض القيادات الفلسطينيَّة المناضلة ضدَّ العدوان الصُّهيونيِّ، موضحًا أنّها بذلك تساوي بين الجُناة والمجاهدين الأشراف، المدافعين عن الأرض والمقدَّسات وعن عزَّة الشَّعبِ الفلسطينيِّ المجاهد عن أرضهِ وكرامتِهِ وشرفِهِ ومُقدَّساتِهِ.
وفي ختام حديثه قدّم السيّد الغريفي تعازيه لصاحبِ العَصْرِ والزَّمانِ «عج»، ولمراجعِ الدِّينِ العِظام، وللشَّعبِ الإيرانيِّ باستشهاد رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة السيّد رئيسي ورفاقه، قائلًا إنّهم قضَوا حياةً مملوءةً بالخيرِ والصَّلاحِ، وحافلةً بالعطاءِ لشعبهم، ولأُمَّتِهم، ولكلِّ قضايا الحقِّ في العالم، ولكلِّ أهدافِهم الكبرى في عصرٍ ازدحمت كلُّ قوى الشَّرِّ في العالم المعادية للإسلام وللأمّة ولشعوب المنطقة ممَّا يفرضُ أنْ تتلاحم كلُّ القُدُرات في حراسةِ أهدافِ هذه الأُمَّةِ، وأهدافِ هذه الشُّعوب، مؤكّدًا أنّ قضيَّة فلسطين، وقضيَّة القُدسِ، وقضيَّة غَزَّةَ كانت تأتي في قمَّة الأولويَّاتِ التي شكَّلتْ همًّا كبيرًا لدى هؤلاء النَّفرِ مِن الصَّالحين والأخيار.