أحيا شعب البحرين الذكرى السابعة لاستشهاد شهداء «ميدان الفداء» الذين ارتقوا على يد القوّات الخليفيّة أثناء مرابطتهم أمام منزل سماحة الفقيه القائد آية الله الشيخ عيسى، في ملحمة الدفاع المقدّس عن سماحته في العام 2017.
ففي هذا السياق زار سماحة السيّد مجيد المشعل وسماحة الشيخ فاضل الزاكي مع عدد من آباء الشهداء وناشطين ورجالات الصمود رياض الشهداء «أحمد العصفور، محمد السّاري، محمد حمدان، محمد زين الدين، ومحمد العكري»، في مقبرتي الماحوز والمحرّق، مشدّدين على حقّهم في القصاص من قتلتهم.
وشهدت عاصمة الثورة سترة مسيرة حاشدة إحياء للذكرى، بينما اجتمع المئات من البحرانيّين في «ميدان الفداء» باحتشاد جماهيريّ واسع أمام منزل الفقيه القائد قاسم مساء الخميس 23 مايو/ أيّار الجاري، حيث جدّدت جماهير الشعب عهد الوفاء مع سماحته ومع شهداء ثورة 14 فبراير.
وفي بلدة سار علّقت صور «شهداء الفداء» على الجدران استذكارًا لملحمة الدفاع المقدّس عن الدين والعقيدة، كما حفلت وسائل التواصل الاجتماعيّ بصور الشهداء الخمسة، إضافة إلى تكريم مقامهم من خلال حضور صورهم في حرم الإمام علي «ع» في النجف الأشرف، وعند ضريح الإمام الحسين «ع» في مدينة كربلاء المقدسة.
يذكر أنّه في 23 مايو/ أيّار 2017 أقدمت عصابات الكيان الخليفيّ مدعومة من الجيش السعوديّ المحتلّ على مهاجمة الميدان مرّة ثانية فواجههم الفدائيّون بالصدور المكفّنة والأيدي العارية وسقط الشهداء الخمسة «محمد حمدان، محمد زين الدين، محمد الساري، أحمد العصفور، ومحمد العكري»، وعشرات الجرحى، واعتقل المئات، وحوصر منزل سماحته بكثافة، وفضّ الاعتصام بالقوّة، وأجبر النظام ذوي الشهداء على دفنهم من دون مراسم تشييع في مخالفة صريحة للأعراف الدينيّة والإنسانيّة.
وكان الشهيد «مصطفى حمدان»، شقيق الشهيد محمد، قد ارتقى قبلهم في 24 مارس/ آذار 2017 بعد أن أدّى تكليفه الشرعيّ في الدفاع المقدّس عن حرمة مقام الفقيه القائد آية الله قاسم، عبر تخندقه معهم في الميدان مع باقي الفدائيين، إلى أن أصيب بالرصاص الحيّ أثناء الهجوم الإرهابيّ الذي شنّته مليشيات مدنيّة مسلحة تابعة للكيان الخليفيّ الفاقد للشرعيّة في 26 يناير/ كانون الثاني 2017، وبقي على إثرها في المستشفى لنحو شهرين قبل أن يرتقي شهيدًا.