صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يتقدّم المجلس السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير بأحرّ التّعازي إلى مقام وليّ أمر المسلمين سماحة القائد السيّد علي الخامنئي وقيادة الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران وشعبها العزيز برحيل رئيس الجمهوريّة «سماحة السيّد إبراهيم رئيسي» ووزير الخارجيّة «حسين أمير عبد اللهيان»، وثلّة من القيادة المؤمنة والمجاهدة، ونبتهل إلى الله تعالى ليمنّ على الشّعب الإيرانيّ وقيادته بالصّبر والثّبات، واثقين بأنّ ثورة المستضعفين التي أطلقها الإمامُ الخمينيّ العظيم ستواصل طريقها وعنفوانها في نصرةِ الشّعوب المظلومة وأحرار العالم، وفي طليعتها شعب فلسطين ومقاومته الشّريفة.
ونؤكّد في هذا السّياق على المواقف المبدئيّة والدّاعمة التي عبّر عنها الرّئيسُ الفقيد السيّد رئيسي في قضيّة البحرين وشعبها المظلوم، وكذلك التّاريخ الطّويل من الدّعم الذي قدّمه الفقيد الوزير عبد اللهيان لصالح المطالب المحقّة لشعب البحرين، وفي كلّ المواقع والمناصب التي خدمَ فيها في الجمهوريّة الإسلاميّة، سائلين العليّ القدير أن يتقبّلهم جميعًا بالرّحمةِ والغفران.
ويسجّل المجلسُ السّياسي المواقفَ الآتية في خصوص الأحداث والقضايا التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي:
1- نجدّد موقفنا المستهجن للقمّة العربيّة الثالثة والثّلاثين التي انعقدت في البحرين الأسبوع المنصرم، وكما عبّرت قوى المعارضة فإنّ هذه القمّة كانت أبعد ما تكون عن آمال شعوب المنطقة وتطلّعاتها، وأثبتت عجز النّظام العربيّ الرّسميّ عن نصرةِ قضايا الأمّة، ولا سيّما فيما تشهده غزّة في أرض فلسطين المحتلّة من إبادةٍ جماعيّة متواصلة على أيدي عصابات الصّهيونيّة وبغطاءٍ أمريكيّ وغربيّ. ونؤكّد أنّ هذا العجز ترسّخَ مع قبول استضافة القمّة من جانب نظامٍ استبداديّ مطبّع مع العدو الصّهيونيّ، وتابعٍ بالمطلق للسّياسات الأمريكيّة العدوانيّة في المنطقة.
2- نعبّر عن اعتزازنا الكبير بالحضور الحرّ لشعبنا الوفيّ في البحرين بالتّوازي مع انعقاد القمّة، حيث واصلَ شعبنا تأكيد مواقفه الدّاعمة لغزّة ومقاومتها، وقد كانت للتّظاهرات والاعتصامات والحملات الإعلاميّة التي نظّمها وقواه الحيّة رسالة واضحة في التّعبير عن وجهة نظر شعوبنا من القمّةِ ومخرجاتها، ونؤيّد في هذا الإطار ما صدرَ من بياناتٍ ومواقف وجّهت بوصلتها إلى غزّة والمقاومة، وعدّت «قمّة البحرين» واحدةً أخرى من المسرحيّات الهزيلة التي لا تحسب لها شعوبنا أيّ حساب أو اعتبار.
3- نثني على الجهود الشّعبيّة المتواصلة لنصرةِ القادة الرّهائن والسّجناء السّياسيّين في البحرين، ونشيد بهذا الإصرار الشّعبيّ والثّوريّ على تبييض السّجون، والعزم الأكيد على استكمالِ مسيرة المطالبة بالحقّ السّياسيّ المتمثّل في تقرير المصير عبر كتابة الشّعب لدستوره، وإقامة دولةٍ عادلة وذات سيادة حقيقيّة. ونرى أنّ حراك الشّعب وتضحياته جديرة بأن ينال هذا المطلب كاملًا، دون منّة أو مزايدة، ولا يزال الأمل كبيرًا بتلاقي كلّ الجهود والمبادرات المخلصة لتمكين الشّعب من هذا الحقّ وإنهاء كيان الفساد والاستبداد الجاثم على البلاد.
4- نحيّي الأبطال من شبابنا الثّائر بذكرى تدشين راية الدّفاع المقدّس «١٢ مايو/ أيّار ٢٠١١»، ونبارك لهم هذه الذّكرى المهمّة في تاريخ ثورتنا المجيدة، والتي تؤكّد حيويّة هذا الشّعب وقدرته على فرض موازين القوّة في الصّراع مع الكيان الخليفيّ والدّفاع عن الدّماء والأعراض، وندعو شعبنا وشبابنا الأعزّاء وأجيال الثّورة الصّاعدة إلى الاحتفاء بهذه الذّكرى وتخليدها، والتّمسُّك بهذه الرّاية الشّريفة تعبيرًا عن الرّوح الأصيلة في حماية المقدّسات والأعراض والدّفاع عن مظلوميّة الشّعب وردع العدوان الخليفيّ وشرور داعميه المجرمين.
5- ندين الزّيارة المشبوهة لرئيس جهاز التّحقيقات الجنائيّة بالبحرية الأمريكيّة (عمر لوبيز) للبحرين، ولقاءه مسؤولين أمنيّين في البلاد، ونرى أنّ هذه الزّيارة وأشباهها تشير إلى انتهاك الكيان الخليفيّ المتواصل لسيادةِ البحرين عبر فتح أبواب التغلغل الأمنيّ الأجنبيّ، وتعريض أمن الوطن والمواطنين لمخاطر التجسُّس والمراقبة من الأجهزة المعادية، بما في ذلك الأجهزة الصّهيونيّة، وندعو شعبنا وثوّارنا والقوى الحيّة إلى أخذ الحيطة والحذر، واعتماد الطّرق المناسبة للحماية من المراقبة والتعقّب الأمنيّ، وتجديد الوسائل الثّوريّة وأدوات الاحتجاج في مواجهة القمع ومواصلة الثّورة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 20 مايو/ أيّار 2024م
البحرين المحتلّة