تزامنًا مع انعقاد القمّة العربيّة الثالثة والثلاثين في العاصمة المنامة، نشر المركز الإعلاميّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير ملفًّا خاصًّا، استصرح فيه عددًا من الإعلاميّين والناشطين العرب حول هذه القمّة وجدواها في ظلّ مواصلة التطبيع مع الصهاينة على الرغم من استمرار حرب الإبادة في غزّة.
– مدير موقع الخنادق «الدكتور محمد شمص»: القمّة العربيّة في البحرين هي قمّة العار بامتياز، ولا سيّما أنّ رئاسة هذه القمّة من نظام البحرين، نظام التطبيع المذلّ مع الكيان الصهيوني الغاصب، وفي وقت تشهد فيه فلسطين المحتلّة والشعب العربي الفلسطينيّ إبادة جماعيّة، تقف هذه الجامعة العربيّة متفرّجة، لا تكترث، ولا تفعل شيئًا، لا طعم، ولا رائحة لها، بل أكثر من ذلك اليوم نجد أنّ بعض هذه الأنظمة العربيّة متواطئة وشريكة في الدم الفلسطينيّ، ولا سيّما تلك الدول المطبعة مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ونظام البحرين هو أحد هذه الأنظمة المطبّعة والشريكة في الدم الفلسطينيّ، فضلًا عن علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك في الحرب على غزّة.
أضف إلى ذلك أخيرًا العون والمساعدة التي قدّمها النظام الخليفيّ للكيان الإسرائيليّ وللأميركيّين في ردّ الضربات العسكريّة الإيرانيّة على الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة.
في الواقع، اليوم، هذا النظام، نظام البحرين هو نظام يشبه النظام الإسرائيليّ الصهيونيّ من حيث العنصريّة، ففي إسرائيل هناك عنصريّ، وهناك تغيير ديموغرافيّ للواقع في هذا البلد من خلال القضاء على الشعب الفلسطينيّ وترحيله، وجلب مكانه اليهود. واليوم نشاهد أنّ هذا النظام في البحرين أيضًا يحاول حثيثًا إيجاد تغيير ديموغرافيّ، وسحب الجنسيّة من أبناء هذا الوطن الأصليّين، وإعطائها لجنسيّات أخرى من بنغلادش وباكستان وغيرهما.
المطلوب من هذه الأنظمة أوّلًا ونظام البحرين بالدرجة الأولى التي يترأس هذه القمّة أن يوقف كلّ عمليات التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ الغاصب والمؤقت، لأنّ عمليّة التطبيع هي وصمة عار في تاريخ هذه الأنظمة العربيّة، ربما يمكن القول حينها إنّ هذه القمّة وهذه الدول العربيّة وهذه الجامعة العربيّة قدّمت شيئًا للقضيّة الفلسطينيّة، لكن مع ذلك نحن نستبعد أن يوقف نظام البحرين وغيره من الأنظمة العربيّة التي تشابهه عمليّات التطبيع لأنّها لا تفكّر إلّا بمصالحها وفي علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكيّة و«إسرائيل»، ولا تريد أيّ مصلحة للشعب الفلسطينيّ.
اليوم للأسف الشعب الفلسطينيّ وحيد نتيجة بيع الأنظمة العربيّة للقضيّة الفلسطينيّة، وبقي معه فقط محور المقاومة الذي يقدّم الدعم والتضحيات له في كلّ جبهات الإسناد.
– الأكاديميّ والباحث في العلاقات الدولية «الأستاذ علي مطر»: القمّة العربيّة في البحرين تأتي في سياق الصراع الحاصل مع العدو الإسرائيليّ، وحربه على قطاع غزّة، وهذه القمّة تعقد للأسف في البحرين التي هي من أكثر الدول التي تشدّقت وطبّعت وتنازلت للكيان الإسرائيليّ للأسف وهي تتذلل للكيان الإسرائيليّ في علاقتها معه، فكيف تعقد هكذا قمّة فيها؟ علمًا أنّها ستدرس ما يحصل في قطاع غزّة، وما المواقف التي ستصدر عنها؟ فضلًا عن أنّه اليوم البحرين من الأولى قبل انعقاد القمّة أن يحرّر النظام الشعب البحريني، والسجناء البحرانيّين الذين يطالبون أيضًا بالوقوف إلى جانب قطاع غزّة، ويقفون بوجه التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ ويرفضونه، ويدافعون عن القضيّة الفلسطينيّة، هؤلاء هم الشعب الحقيقيّ الذي يدافع عن القضيّة الفلسطينيّة، وعلى هذه السلطة لكي تدافع عن غزّة أن توقف التطبيع مع الكيان الإسرائيليّ، وأن تفرج عن المعتقلين، وتسمح بالتظاهرات، ولا تعتقل من يدافع عن فلسطين، وأن تتعامل بمعايير إنسانيّة مع أبناء الشعب، وأيضًا، لكي تطالب بتطبيق المعايير الإنسانيّة بقطاع غزّة أن ترفض ما يقوم به الكيان الإسرائيليّ، وأن تقطع كلّ علاقاتها معه، وعندها يمكن للقمّة أن تنعقد في دولة تطالب بالحقوق العربيّة، وبتحرير أهالي غزّة ونصرتهم، وأن ترفع الظلم عن شعبها الذي يناضل من أجل غزّة.
– الإعلاميّ اليمنيّ «علي زهري»: المحزن والمضحك المبكي أنّ القمّة العربيّة تعقد في دولة مطبّعة مع العدوّ الإسرائيلي الذي يرتكب مجازر ومذابح وحرب إبادة شاملة على أهلنا في فلسطين والبحرين، ومجموعة من الدول العربيّة المطبعة شركاء أساسيّون في حرب الإبادة، ومملكة البحرين التي تعدّ قاعدة أمريكيّة في منطقتنا هي معتقل كبير للأحرار من الشعب ومن أصحاب الرأي، والرافضين لمسار التطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ، جميعنا يعلم أنّ القمّة العربيّة وكلّ القمم التي سبقتها لن تأتي بنتيجة، ولا يعوّل عليها، وليس أمام الأحرار إلّا خيار معروف ومعلوم وهو خيار المواجهة وخيار المقاومة، والتصدّي للعدو بالحديد والنار.
هذه القمة وصمة عار إضافيّة على الرؤساء العرب الذي ظلّوا فترات طويلة يتفرجون على المعاناة التي يواجهها من يرفضون التطبيع أثناء تظاهراتهم وحتى في تغريداتهم في مواقع التواصل الاجتماعي عن فلسطين، بينما شاهدنا آلاف الطلاب في مختلف الجامعات العالم ينتفضون لأجل فلسطين.
نحن ندعو نظام البحرين إلى إلغاء صفقة التطبيع، وأن يبيّض السجون من المعتقلين ويثبت حسن نيّاته، ثم يستضيف القمّة العربيّة، والخزي والعار لكلّ المطبّعين ولكلّ صهاينة العرب.
– نائب مسؤول العلاقات الشبابية لحركة حماس «حسن العريض»: في ظلال معركة البطولة والكرامة «معركة طوفان الأقصى» تُعقد القمّة العربيّة في هذا التوقيت، وكنّا نأمل أن تكون لهذه الجامعة قوّة تستطيع أن تردع العدوّ الصهيونيّ، وتستطيع أن توقف جرائمه بحقّ أبناء شعبنا الفلسطينيّ في قطاع غزّة وفي كلّ فلسطين، وكنّا نأمل أن لا تستمر هذه المعركة لسبعة أشهر، ويزيد، ولا تستطيع هذه الجامعة أن توقف وتلجم هذا العدو المجرم، لذلك نحن نودّ أن نذكّرهم بأنّ لهم إخوة عرب في هذه البقعة الجغرافيّة التي تسمّى غزّة، يُذبّحون ويقتلون، فهل هانت عليكم دماء نسائنا؟ هل هانت عليكم دماء أطفالنا؟ يجب عليكم أن تقفوا وقفة رجولة، وأن توقفوا هذا العدوان الغاشم على شعبنا، وأن تسهموا في كسر الحصار عن قطاع غزّة، وأن تدخلوا إليها المساعدات، وألّا تسمحوا لهذا العدوّ أن يستفرد بإخوانكم في قطاع غزّة، ونودّ أيضًا أن نذكّر المجتمعين في هذه القمّة بأنّ الشعب الفلسطينيّ لم يتخلّ عن أرضه ولا عن أيّ جزء منها ولن يتخلّى، فنحن متمسّكون بكامل تراب فلسطين، لن نرضى بأيّ حلول سلميّة مع هذا العدوّ المجرم المغتصب لأرضنا، ولن نرضى بأيّ حلول تطبيعيّة معه، فهو لا يفهم إلّا لغة القوّة، ولن يخرج من أرضنا إلّا بالقوّة.
– الباحث الإسلاميّ «الشيخ وسام شقير»: في زمن النصر والعزّ والإباء الذي تمثّل بمحور المقاومة، في فلسطين والجمهوريّة الإسلاميّة واليمن والعراق وسوريا ولبنان، والذي أعاد الأمل لشعوب العالم الحرّ، وللشعوب العربيّة بالتحديد؛ للأسف بعد كلّ هذه الانتصارات نرى انعقاد القمّة العربيّة في دولة لطالما كنّا نأمل أن تكون بجانب قضيّة فلسطين هي البحرين التي ما زال المئات من السجناء السياسيّين في سجونها، والمئات من الذين هجّروا قسرًا عنها، ففيها تنعقد القمّة ولا تزال تطبّع مع العدو الصهيونيّ.
نطالب حكومة البحرين بتبييض السجون وفك أسرهم وإرجاع المبعدين قسرًا، وقطع العلاقات مع العدوّ الصهيونيّ.
– الصحفيّ والكاتب اليمنيّ «طالب الحسني»: بشأن استضافة المنامة لقمّة من أجل القضيّة الفلسطينيّة، والأحداث الجارية في غزّة، كيف لنظام آل خليفة في البحرين، أحد أكبر الأنظمة المطبّعة مع العدوّ الإسرائيليّ أن يستضيف القمّة؟ وأن تخرج هذه القمّة بنتائج بينما يجرّم هذا النظام القضيّة الفلسطينيّة، ويجرّم المقاومين الفلسطينيّين ويعدّهم إرهابيّين، بل يجرّم أيّ نشاط شعبيّ من أجل فلسطين في البحرين؟
كيف يمكن أن يكون هناك نتائج من حيث المبدأ ومن حيث الاستضافة، ثمّ إنّ الدول العربيّة التي تجتمع في هذه القمّة لا تملك مشروع، ولا رؤية واضحة بشأن الأحداث في فلسطين والحرب والعدوان على غزّة، حتى الآن ليس هناك موقف واضح من الدول العربيّة تجاه ما يحصل في غزّة، بل الجميع وربما الغالبيّة منهم ينتظرون هزيمة حماس، وهم أيضا يجرّمون حماس ويريدونها أن تخسر، وهم أيضًا مع مشروع القضاء عليها وعلى الفصائل المقاومة الأخرى.
فإذًا هذه القمّة والقمم السابقة التي فيها حضور عربي من تيّار «التطبيع» لا يمكن أن تخدم القضيّة الفلسطينيّة، بل هي تأتي بمزيد من المؤامرة عليها ومزيد من المساعدة للعدوّ الصهيونيّ.
– الناشط الفلسطينيّ «عمر رزق باكير»: أنا شاب فلسطينيّ أوجّه كلّ الشكر والتحيّة إلى الشباب الأحرار الذين وقفوا مع القضيّة الفلسطينيّة، وأخصّ بالذكر شباب البحرين الأحرار الذين ساندوا الشعب الفلسطينيّ في معركة «طوفان الأقصى»، وأيضًا الذين قصفوا الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلّة، وأستنكر عقد القمّة العربيّة في دولة البحرين رغم تطبيع نظامها مع الكيان الصهيونيّ.
– الشاعر المقاوم «عاطف موسى»: وجّه قصيدة ثوريّة باللهجة اللبنانيّة العاميّة، تناول فيها عجز نتنياهو عن تحقيق النصر على حماس طيلة هذه الأشهر، إضافة إلى تخاذل الحكّام العرب عن نصرة فلسطين ومساندة غزّة، والقمّة في البحرين التي رأى فيها مجرّد منبر للخطابات والكلمات الفارغة.