في الثاني عشر من مايو/ أيّار 2011، شهدت البحرين بداية مرحلة جديدة في سجلّ نضال شعبها الطويل، مرحلة عُرفت باسم «الدفاع المقدّس».
جاءت هذه المرحلة لتُظهر الأعماق الحقيقيّة للإصرار والتضحية في وجه الظلم والعدوان الذي مثّله الكيان الخليفيّ ضدّ البحرينيّين. اليوم، ونحن نحيي الذكرى الثالثة عشرة لهذا الحدث، من المهمّ إعادة النظر في الأسباب والظروف التي أدّت إلى بداية هذا الفصل المشرّف من تاريخ البحرين.
– استلهام للدفاع عن الحقّ
تعود جذور مرحلة «الدفاع المقدّس» إلى الحاجة الملحّة إلى الدفاع عن الأعراض والقيم. ضرورة دافعت عنها الجماهير البحرانيّة بكلّ بسالة واستئساد. ركّزت المواجهات على الدفاع المستميت عن المقدّسات، من المساجد وما تحتويه من نُسَخ القرآن الكريم، إلى الحفاظ على حرمة البيوت التي تعرّضت للانتهاكات.
– تأثير «الدفاع المقدّس» في المجتمع
إنّ الأثر الذي خلّفته مرحلة «الدفاع المقدّس» في البحرين يمتدّ إلى العديد من الجوانب. لم تكن المواجهات مجرّد ردّ فعل عميق، بل كانت أيضًا صرخة للعالم ليشهد الظلم الذي يمارس على شعب أعزل يسعى فقط للحفاظ على كرامته وثقافته. يمكن القول إنّ هذه المرحلة كانت مرحلة تحوّل كبير في الوعي الوطنيّ والالتفاف الشعبيّ حول قيم الحريّة والعدالة.
– الدروس المستفادة والطريق إلى الأمام
الذكرى الثالثة عشرة لتدشين مرحلة «الدفاع المقدّس» تمثّل وقفة تأمّل للدروس المستفادة، وكيف يمكن استخدام تلك الدروس لمواصلة النضال. الخطوة الأولى في هذه العمليّة هي تأكيد الاستمراريّة في الدفاع عن الحقّ والعدالة بكلّ الوسائل الممكنة؛ يجب على البحرانيّين أن يحتفظوا بروح الوحدة التي سادت خلال تلك المرحلة العصيبة وأن يستخدموها كدافع لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.
في ظلّ استمرار الظروف الصعبة، تبقى ذكرى تدشين مرحلة «الدفاع المقدّس» شعلة تضيء درب النضال في البحرين، مذكّرة جميع أبناء الوطن بأنّ تضحيات الماضي يجب أن تكون دافعًا للمضي قدمًا نحو مستقبل حرّ وعادل للجميع.