أدان المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير اعتداءات قوّات المرتزقة الخليفيّة على اعتصام أهالي السّجناء السّياسيين أمام سجن جوّ المركزيّ في البحرين، واضعًا ذلك في إطار عودةِ الممارسات البوليسيّة إلى المشهد العام جنبًا إلى جنب عمليّات التّشويش والقمع والاعتقال واستدعاء النّاشطين وعوائل السّجناء إلى إدارة التّحقيقات والمراكز الأمنيّة.
ورأى في موقفه الأسبوعيّ يوم الإثنين 6 مايو/ أيّار 2024 أنّ هذا يؤكّد بطلان الدّعايات والمسرحيّات التي روّجتها المنصّاتُ التّابعة للكيانِ الخليفيّ ومخابراته، ولا سيّما بعد إفراجات عيد الفطر الماضي، وكان الغرضُ منها تضخيم التّوقّعات ودفع المواطنين إلى التعلُّق ببعضِ الأوهام، بما في ذلك كذبة أنّ الكيانَ الخليفيّ في وارِد الاتّجاه نحو «الإصلاح» وأنّه بصددِ تغيير بُنيته الاستبداديّة والأمنيّة.
ودعا إلى إعادة النّظر في طبيعةِ العقيدةَ الأمنيّة للكيانِ الخليفيّ، وعدم عدّها مجرّد تكتيكاتٍ أمنيّة محدودة، أو إجراءات مؤقّتة تُتّخذ فقط لضبط الاحتجاج والحشود المعارضة، إذ إنّها جزء متأصّل في بُنيته ووجوده غير الطّبيعيّ، بما هو كيانٌ احتلاليّ استيطانيّ للبحرين، وكيانٌ وظيفيّ تابعٌ للسّياسات والمصالح الأجنبيّة الإقليميّة الدّوليّة.
وأكّد المجلس السياسيّ أنّ كلّ الخطابات والسّياسات التي تصدر عن الكيانِ الخليفيّ، وخلال كلّ الظّروف والمراحل التي تمرّ بها البلاد إنّما هي انعكاسٌ لطبيعتهِ الأمنيّة وهويّته الطّائفيّة والقَبليّة، القائمة على معاداته لشعب البحرين الأصيل، وجودًا وعقيدةً وتاريخًا؛ داعيًا إلى رسم الرّؤى والاستراتيجيّات المعارضة بناء على هذا المنظار، وتحديد الأهداف والوسائل المناسبة على ضوئه، وبما يُجنّبُ الجميعَ الوقوع في دوّامةِ ردود الأفعال، والتأثُّر بالمتغيّرات السّطحيّة المحكومة باحتياجات الكيان الخليفيّ وديمومةِ فساده واستبداده وخياناته الواسعة.
وحثّ على بذل كلّ الجهود والمساعي للتّلاقي الجادّ مع الحراك الشّعبيّ، وبكلّ أشكاله وساحاته، لافتًا إلى أنّ هذا يتطلّبُ من كلّ القوى المعارضة، والناشطين، والفاعلين الاجتماعيين والوطنيّين، والمنابر، العمل الجماعيّ والمتناسب لبناء منظومةٍ متفاعلةٍ مع الحراك المحلّي، تتولّى القيام بمهام التّكاتف من جهة، ووظائف التّكامل من جهةٍ أخرى.
ومع قرب انعقاد القمّةِ العربيّة في المنامة منتصف الشّهر الجاري، وفي ظلّ استمرار العدوان الصّهيونيّ-الأمريكيّ على غزّة وشعبها الأبيّ؛ دعا المجلس السياسيّ في ائتلاف 14 فبراير إلى اليقظةِ من حملةِ العلاقات العامّة التي سيُقدِم عليها الكيانُ الخليفيّ في الأيّام المقبلة، بغية تمرير القمّة في أجواء هادئةٍ تخدمُ الدّعاية الحكوميّة، وتُخفي عاره في تطبيعهِ مع العدوّ الصّهيونيّ وتحالفه مع دوائر الشّر الصّهيونيّة والأمريكيّة.
ونوّه إلى أنّ القمّة ستكون فرصة لرفع صوت الشّعب على مسْمَع حكّام العرب وحكوماتهم، وإعلاء رايته وخياره في الحريّةِ والتّحرُّر والعدالة، داخليًّا وخارجيًّا، داعيًا كلّ القوى الوطنيّة والمعارضة إلى تنظيم برنامج وطنيّ وشعبيّ واسع تحت شعار «البحرين وفلسطين.. مع المقاومة وضدّ التّطبيع»، تثبيتًا للموقف القاطعِ في حقّ المقاومة الفلسطينيّة الباسلة بتحقيق أهدافها الميدانيّة والسّياسيّة، وفي مقدّمتها الوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة الصّهيونيّة، والإشادة بالتطوّر النّوعي لجبهات الإسناد والدّعم ضمن محور المقاومة الشّريفة.