صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يدين المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير اعتداءات قوّات المرتزقة الخليفيّة على اعتصام أهالي السّجناء السّياسيين أمام سجن جوّ المركزيّ في البحرين، ويضعُ ذلك في إطار عودةِ الممارسات البوليسيّة إلى المشهد العام جنبًا إلى جنب عمليّات التّشويش والقمع والاعتقال واستدعاء النّاشطين وعوائل السّجناء إلى إدارة التّحقيقات والمراكز الأمنيّة، وهو ما يؤكّد بطلان الدّعايات والمسرحيّات التي روّجتها المنصّاتُ التّابعة للكيانِ الخليفيّ ومخابراته، ولا سيّما بعد إفراجات عيد الفطر الماضي، وكان الغرضُ منها تضخيم التّوقّعات ودفع المواطنين إلى التعلُّق ببعضِ الأوهام، بما في ذلك كذبة أنّ الكيانَ الخليفيّ في وارِد الاتّجاه نحو «الإصلاح» وأنّه بصددِ تغيير بُنيته الاستبداديّة والأمنيّة.
ونشير في هذا المجال إلى أنّ الوعي الشّعبيّ العام، والأداءَ الحكيم والشّجاع للأحرار المفرَج عنهم أسْهمَ مباشرة في كشف تلك الدّعايات وإبطالِ مفعولها على الأرض، ما أدّى إلى إرباك الخططِ الأمنيّةِ البديلة التي يجهّز لها النّظامُ وداعموه الغربيّون.
وفي هذا الصّدد، يسجّل المجلسُ الأسبوعيّ المواقفَ الآتية:
1- ندعو إلى إعادةِ النّظر في طبيعةِ العقيدةَ الأمنيّة للكيانِ الخليفيّ، وعدم عدّها مجرّد تكتيكاتٍ أمنيّة محدودة، أو إجراءات مؤقّتة تُتّخذ فقط لضبط الاحتجاج والحشود المعارضة، فنحن ننظر إلى هذه العقيدة على أنّها جزء متأصّل في بُنية الكيان ووجوده غير الطّبيعيّ، بما هو كيانٌ احتلاليّ استيطانيّ للبحرين، أجرمَ منذ لحظة غزوهِ للبلاد بحقّ الأهالي ووجودهم الماديّ والرّمزيّ، وكذلك بما هو كيانٌ وظيفيّ تابعٌ للسّياسات والمصالح الأجنبيّة الإقليميّة الدّوليّة، وبالتّالي إقدامه على ارتكاب المزيدِ من الجرائم عبر تحويل البلاد إلى ساحةٍ مفتوحة للأطماع الخارجيّة، وتعريض أهلها ومواطنيها الأصليّين لمخاطر الانخراط في التّحالفات العدوانيّة.
2- استنادًا إلى ذلك، فإنّ كلّ الخطابات والسّياسات التي تصدر عن الكيانِ الخليفيّ، وخلال كلّ الظّروف والمراحل التي تمرّ بها البلاد؛ إنّما هي انعكاسٌ لطبيعتهِ الأمنيّة وهويّته الطّائفيّة والقَبليّة، وبمعزلٍ عن بعض التّحسينات الظاهريّة الجزئيّة التي يُجريها بعضَ الأوقات على خطاباتهِ وسياساتها العلنيّة؛ ولكنّها تبقى غير بعيدةٍ عن تلك الطّبيعة القائمة على معاداته لشعب البحرين الأصيل، وجودًا وعقيدةً وتاريخًا. ومن هذا المنطلق، فإنّنا ندعو إلى رسم الرّؤى والاستراتيجيّات المعارضة بناء على هذا المنظار، وتحديد الأهداف والوسائل المناسبة على ضوئه، وبما يُجنّبُ الجميعَ الوقوع في دوّامةِ ردود الأفعال، والتأثُّر بالمتغيّرات السّطحيّة المحكومة باحتياجات الكيان الخليفيّ وديمومةِ فساده واستبداده وخياناته الواسعة.
3- على المستوى الدّاخليّ، نحثّ على بذل كلّ الجهود والمساعي للتّلاقي الجادّ مع الحراك الشّعبيّ، وبكلّ أشكاله وساحاته، وهذا يتطلّبُ من كلّ القوى المعارضة، والناشطين، والفاعلين الاجتماعيين والوطنيّين، والمنابر، العمل الجماعيّ والمتناسب لبناء منظومةٍ متفاعلةٍ مع الحراك المحلّي، تتولّى القيام بمهام التّكاتف من جهة، ووظائف التّكامل من جهةٍ أخرى. إنّ التّكاتف مع الحراك يعني توفير كلّ متطلّبات استمراره وتقويته، وحمايته من الإرباكات أو الاختراقات، أمّا التّكاملُ معه فيقتضي ملء أيّ فراغ إعلاميّ أو ميدانيّ، وتوفير الدّعامات السّياسيّة الجامعة، واستكمال دورة الاحتجاج وربط الدّوائر بعضها ببعض، وبما يُعمّق الحقّ السّياسيّ المركزيّ (دولة دستوريّة عادلة)، ويُراكم التّضحيات والجهود المخلصة وتاريخ النّضال الوطنيّ.
4- مع قرب انعقاد القمّةِ العربيّة في المنامة منتصف الشّهر الجاري، وفي ظلّ استمرار العدوان الصّهيونيّ-الأمريكيّ على غزّة وشعبها الأبيّ؛ فإنّنا ندعو إلى اليقظةِ من حملةِ العلاقات العامّة التي سيُقدِم عليها الكيانُ الخليفيّ في الأيّام المقبلة، بغية تمرير القمّة في أجواء هادئةٍ تخدمُ الدّعاية الحكوميّة، وتُخفي عاره في تطبيعهِ مع العدوّ الصّهيونيّ وتحالفه مع دوائر الشّر الصّهيونيّة والأمريكيّة. إنّ القمّة ستكون فرصة لرفع صوت الشّعب على مسْمَع حكّام العرب وحكوماتهم، وإعلاء رايته وخياره في الحريّةِ والتّحرُّر والعدالة، داخليًّا وخارجيًّا، وندعو بهذه المناسبة كلّ القوى الوطنيّة والمعارضة إلى تنظيم برنامج وطنيّ وشعبيّ واسع تحت شعار «البحرين وفلسطين.. مع المقاومة وضدّ التّطبيع»، تثبيتًا للموقف القاطعِ في حقّ المقاومة الفلسطينيّة الباسلة بتحقيق أهدافها الميدانيّة والسّياسيّة، وفي مقدّمتها الوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة الصّهيونيّة، والإشادة بالتطوّر النّوعي لجبهات الإسناد والدّعم ضمن محور المقاومة الشّريفة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 6 مايو/ أيّار 2024م
البحرين المحتلّة