استذكر سماحة العلّامة السيّد عبد الله الغريفيّ الشَّهيدِ السَّيِّدِ محمَّد باقر الصَّدر وشقيقتِهِ الشَّهيدة بنتِ الهُدى آمنة اللذين مرّت ذكرى رحيلهما، حيث أكّد أنّ الشَّهيد الصَّدر كان عنوانًا استثنائيًّا، ولم يكن عنوانَ مرحلة امتدتْ أقلَّ مِن نصفِ قرن، بل أصبح عنوانَ تاريخٍ ملأ الدُّنيا عطاءً وفكرًا وعلمًا وهديًا ورُشدًا وخيرًا وصلاحًا وأخلاقًا وقِيمًا وجِهَادًا ونشاطًا، والمطلوب من الخطاب الدِّينيِّ أنْ يؤسِّس لحضورِ هذه القِمم الإيمانيَّة في ذاكرةِ كلِّ الأجيالِ ووجدانها ووعيها وسلوكها وحراكها.
ونوّه سماحته كذلك في حديث الجمعة (634)، تحت عنوان: «ذكرى رحيلِ الشَّهيدِ السَّيِّدِ محمَّد باقر الصَّدر وشقيقتِهِ – غزَّةُ الصُّمود – فرحة العيد والإفراجات»، في مسجد الإمام الصادق «ع» في القفول، مساء الخميس 2 مايو/ أيّار 2024، إلى دور الشهيدة بنت الهدى التي شاركت أخاها الجهادَ والعطاءَ والعملَ الرِّسَاليّ، وختمتْ حياتَها معه، فاستشهدتْ كما استشهد، ونالها مِن التَّعذيب ما ناله، وبقيت عنوانًا كبيرًا كما بقي هو، فأضحت النموذج الأرقى للمرأةِ المُسْلِمة في هذه العُصورِ الأخيرةِ، بعد أن قَضَتْ كلَّ حياتِها جهادًا في سبيلِ الإسلام، داعيةً، مُبَلِّغةً، موجِّهةً، مُربِّية، وأسَّسَتْ مشاريعَ دِينيَّةً تعليميَّةً، خرَّجتْ أجيالًا نموذجيَّةً مِن النِّسَاءِ المؤمناتِ، النَّاشِطاتِ، العاملاتِ في حراسةِ الدِّينِ وأهدافِهِ.
وحول غزّة قال سماحته إنّ الحرب الظَّالمة تستمرّ عليها وما زال الشُّهداء يتساقطون، وما زالت المعاناة مستمرَّة، والمجاعةُ تُهدِّد حياة النَّاسِ نتيجة الحصار، فالمعابر كلُّها مُغْلقة، والقصفُ الصُّهيونيُّ قد استهدف مراكزَ المساعدات المعنيَّة بغوث اللَّاجئين، فالصَّلفُ الصُّهيونيُّ لا يعبأ بكلِّ الأعراف، ولا بكلِّ القِيَم الإنسانيَّة ما دام هناك غطاءٌ مستمرٌّ مِن دولٍ كُبْرى، وفق تعبيره.
وأضاف هكذا يستمرُّ تدمير المدارس والمستشفيات وكلِّ ما على الأرض، وعلى الرغم من أنَّ مجلس الأمن أخيرًا اعتمد قرارًا يُطالب بوقف إطلاق النَّار في غزَّة خلال شهر رمضان، ولأوَّل مرَّة لم تمارسْ أمريكا (الفيتو) ضدَّ القرار، إلَّا أنَّها فرَّغتْهُ مِن صلاحيَّاتِهِ، حيث قالتْ إنَّه غير مُلْزِم، لذا لم تعبأ اسرائيل بهذا القرار، واستمرتْ في حربها الظَّالمة والباطشة.
وشدّد على أن لا خيار أمام المقاومة إلا الاستمرار في ظلّ عجز مجلس الأمن والمنظَّمات الدُّوليَّة، ولا خيار أمام المجاهدين إلَّا أنْ يصمدوا حتَّى يأذن الله لهم بالنَّصر، داعيًا إلى توحيد الصُّفوف، وتلاحم الإرادات مِن أجلِ نُصرة شعب غزَّة، والقدس، وفي كلِّ أرض فلسطين.
وتناول السيّد الغريفي في ختام كلامه الإفراجات التي شهدتها البحرين في العيد، داعيًا إلى تبييض السجون كاملة حيث لا تزال عوائل كثيرة تعيش حسرة الفراق، مشدّدًا على ضرورة إنهاء الأزمات في البلاد ومعالجة الأوضاع.
كما دعا سماحته إلى استمرارِ الإفراجات لتنشط كلُّ القدراتِ في خدمةِ هذا الوطن، فقدراتٌ في السُّجونِ مُعطَّلة، ومشلولة، منوّهًا إلى أهميّة توظيف قُدُراتِ مَن تمَّ الإفراج عنهم، فما أحوج الوطن إلى تشغيل هذه القُدرات، وهذه الكفاءات لكي لا تتراكم القُدراتُ والكفاءاتُ المُعَطَّلة ممَّا يزيد مِن أزمة البطالة في هذا الوطن، بحسب تعبيره.