صدر عن المجلس السياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الموقف الأسبوعيّ، هذا نصّه:
بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكّد المجلسُ السّياسيّ في ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير المسار التّصاعديّ للاحتجاجات الشّعبيّة والثّوريّة التي تشهدها البحرين تحت عنوان تبييض سجون الكيان الخليفيّ من السّجناء السّياسيّين، ويُثني – بفخر واعتزاز- على الحراكِ الحكيم والشّجاع الذي تتصدّره عوائلُ السّجناء وأهاليهم ومعهم الجمعُ الوفيّ من السّجناء المفرَج عنهم أخيرًا، مع الحثّ على المضيّ المدروس في المطالبة بالإفراج الشامل عن البقيّة وتبييض السجون ضمن الفعاليّات التي تدعو إليها لجنة «الحقّ يُؤخذ»، وعلى رأسهم الرّموز القادة الرّهائن، وخصوصًا الأستاذ الرمز المجاهد حسن مشيمع الذي يُعاني من صراعٍ مرير مع المرض، ويُحرَم الرّعاية الصّحيّة اللاّزمة رغم تقدّمه في السِّن.
إنّنا في المجلسِ السّياسيّ نشدّد على تثبيتِ هذا الحراكِ المبارك على قاعدةِ الحقّ السّياسيّ والدّستوريّ على أنّه جوهرَ المطالبِ الشّعبيّة التي انطلقَ بها أبناءُ البحرين منذ ثورة 14 فبراير المجيدة، وهذه القاعدة هي التي تحفظ الحراكات المطلبيّة وتُؤمِّن لها الحماية من السّياسات الرّسميّة الالتفافيّة، وضمان الاستمرار وتحقيق الأهداف المرجوّة بإذن الله تعالى.
وفي هذا الإطار، يسجّل المجلسُ السّياسيّ المواقف الآتية:
1- ندعو إلى المشاركةِ الفعّالةِ في ذكرى أربعين الشّهيد «حسين خليل الرامي» حيث إنّه «شهيد الفتح» الذي استهلّ – بشهادته داخل السّجن – الانطلاقة الأخيرة في الحراك الشّعبيّ، وبما تمثّله مظلوميّته وشهادته من عنوانٍ ساطع على جريمةِ الموت البطيء التي يتعرّض لها السّجناء السّياسيّون، انتقامًا من صمودهم وثباتهم على الحقوق الشّعبيّة، مع تأكيد الحقّ الثّابت بالحريّةِ الكاملة وغير المشروطة للأحرار في السّجون، وعدّ هذا الملفّ جزءًا لا يتجزأ من الوفاء للثّورةِ ولشهدائها والقادة المضحّين في السّجون والغربة والمنافي.
2- بمناسبةِ انعقاد القمّة العربيّة في البحرين منتصف مايو/ أيّار؛ نجدّد الدّعوة إلى تنظيم فعاليّات شعبيّةٍ بموازاة القمّة المرتقبة، لتأكيد خيارات الشّعوب من قضيّةِ فلسطين المحتلّة وغزّة ومقاومتها الباسلة، ورفض كلّ أشكال التّطبيع والتّقارب مع العدوّ الصّهيونيّ. وفي الوقت الذي لا تنظر فيه الشّعوبُ إلى القمم العربيّة الرّسميّة باهتمامٍ كبير، وأنّ أغلبَ الأنظمة الرّسميّة المتخاذلة والمطبّعة هي مسؤولة عن استمرار جريمةِ الإبادة الجماعيّة بحقّ أهلنا في غزّة؛ فإنّنا ندعو إلى إعلانِ موقف شعبيّ ورسميّ ضدّ الكيان الخليفيّ الخائن الذي كشفَ تآمره البيّن على فلسطين وغزّة والمقاومة الشّريفة بتعاونه الوثيق مع الصّهاينة والحلف الأمريكيّ الشّيطانيّ، وتحويل بلادنا العزيزة إلى وكر للتّجسّس وللقواعد الأجنبيّة العدوانيّة.
3- يواصل رئيسُ الحكومة الخليفيّة «المطبّع سلمان»، وعبر تصريحاته الأخيرة لرئيس مجلس محافظي معهد الشّرق الأوسط الأمريكي؛ إثبات ارتباطه بالحلف الأمريكيّ- الصّهيونيّ العدوانيّ، لضمانِ مستقبله في الحُكم غير الشّرعيّ للبحرين، في ظلّ تجاذبات الأجنحةِ الشّريرة داخل القبيلة الخليفيّة، وعلى إيقاع البحث عن خاتمةٍ للطّاغية حمد الذي أصبح منبوذًا على مستوى المنطقة والعالم، حيث ازدادت حاجةُ الكثيرين إلى إزاحته عن الكرسيّ بسبب تاريخه الإجراميّ وسياساته الحمقاء التي باتت عبئًا على مشغّليهِ وأسياده الإقليميّين والدّوليّين، ولا سيّما مع احتدامِ المواجهة بين محور المقاومة والحلف الأمريكيّ- الصّهيونيّ، ونجاح قوى المقاومة الشّريفة في إفشالِ مشاريع الصّهاينة والأمريكيّين، وفضح المتآمرين والمطبّعين، وعلى رأسها النّظام الخليفيّ. وقد تبيّن أكثر فأكثر أنّ مستقبل المنطقة يمضي لصالح لشعوب المنطقة وتطلّعاتها في الحريّة والتحرّر وزوال الطغاةِ والمطبّعين بزوال أسيادهم الصّهاينة المجرمين.
4- ننظر بعين الحذر واليقظة إلى الوفود الأمريكيّة – الأمنيّة والعسكريّة – التي تتقاطر على البحرين في الآونة الأخيرة، والتي بحثت مع المعنيّين في الكيان الخليفيّ ملفّات سريّة تتعلّق بالسّياسات الأمنيّة والإجراءات المرسومة على صعيد ترتيب الوضع الدّاخليّ لآل خليفة، بما في ذلك ملفّ السّجناء السّياسيّين والأزمة المتجدّدة في البلاد. إنّ هذه الزّيارات واللّقاءات المريبة تؤشّر على بعض خفايا خطوة الإفراجات التي أقدمَ عليها الخليفيّون في عيد الفطر، والتي جاءت استباقًا لوصول وفود الأمريكيّين، في محاولةٍ لتقديم تقرير رسميّ عن الخطوات التي نفّذها الخليفيّون وفق الاتّفاقات المتبادلة ذات الصّلة.
– بمناسبة قرب عيد العمّال في الأوّل من مايو/ أيّار؛ نتوجّه بالتّحية والتّقدير إلى اليد العاملة الوطنيّة في بناء وطننا البحرين، ودورها التّاريخيّ في النّضالِ النّقابيّ والوطنيّ ومواجهة المشاريع الاستعماريّة. وندعو إلى استمرار الكفاح العماليّ لنيْل الحقوق والحياة الكريمة لكلّ أبناء الشّعب، وعدم الاستسلام لسياسات الخليفيّين في استهداف الكفاءات واليد العاملة الوطنيّة، وإحلال الأجانب والمرتزقة في المؤسّسات والشّركات والمصانع، كما ندعو إلى نهوضٍ اجتماعيّ وتنمويّ واسع لتقديم العوْن والمساعدة للمحرومين من فرص العمل اللائقة، خصوصًا حملة الشّهادات الأكاديميّة، وبينهم السّجناء السّياسيّون المفرَج عنهم.
6- مع اندلاع الثّورة الطّلابيّة في الجامعات الأمريكيّة، وعموم الجامعات في العالم، نصرةً لغزّة وفلسطين، واستنكارًا لجرائم العدو الصّهيونيّ؛ ندعو طلّاب الجامعات في البحرين والخليج إلى الالتحاق بهذا الحراك الطّلاّبي العالميّ، بالتّوازي مع الحراك الشّعبي والوطنيّ المتواصل في البلاد. ونخصّ بالدّعوة طلبة الجامعات الأمريكيّة في البحرين والخليج لتسجيل مواقف احتجاجيّة مماثلة لما يجري في الولايات المتّحدة ودول أوروبا، والتّلاقي معها بإعلاء الصّرخة في وجه العدوان الصّهيونيّ، والضّغط لقطع العلاقات مع العدو الصّهيونيّ، وكذلك تسجيل الاستنكار للممارسات القمعيّة التي يتعرّض لها الطلبة والأساتذة الأكاديميّون في الجامعات الأمريكيّة والأوروبيّة، وهي ممارساتٌ تكشف – مجدّدًا – زيف السّياسات الغربيّة في دولها والعالم وأكذوبة حقوق الإنسان والديمقراطيّة المزعومة.
المجلس السّياسي – ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير
الإثنين 29 أبريل/ نيسان 2024م
البحرين المحتلّة